جمهورية القهوة – قصة نجاح سحر هاشمي سحر هاشمي مواليد عام 1968 إيرانية الأصل, قد رحلت عن إيران مع أهلها في سنة 1980 إلى إنجلترا عقب اند...
جمهورية القهوة – قصة نجاح سحر هاشمي
سحر هاشمي مواليد عام 1968 إيرانية الأصل, قد رحلت عن إيران مع أهلها في سنة 1980 إلى إنجلترا عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. تعلمت في المدارس الإنجليزية واختارت المحاماة كمهنة لها ومضت حياتها رتيبًة حتى توفى والدها فجأة في عام 1994 فقررت الاستقالة من عملها والسفر إلى الأرجنتين لتقضي 5 شهور في تعلم الأسبانية، ثم عادت إلى إنجلترا لتبحث عن عمل لفترة طويلة دون أي توفيق.
بعدها قررت سحر هاشمي في شهر نوفمبر من العام ذاته أخذ إجازة طويلة لزيارة أخيها (بوبي) في نيويورك حيث كان يعمل كاستشاري استثمارات في أحد البنوك، وبينما هي جالسة في مقهى أمريكي تنتظر وصول قهوتها مع بعض الكعكات خالية الدسم، جال بخاطرها كم هي مشتاقة إلى القهوة الأمريكية، وتساءلت لماذا لا تجد مثل هذه القهوة في إنجلترا حيث اعتادت أن تعيش وتعمل؟
عصفت الفكرة الجديدة برأس سحر، وأشركت أخاها بوبي في الأمر، وهو كخبير يعرف الأفكار العبقرية من على بُعد، قرر مشاركتها وتمويل مرحلة الأبحاث الأولية حتى حلول وقت التنفيذ الفعلي. عادت بعدها سحر إلى لندن لتقضي الساعات تلو الساعات وهي تنتقل من مكتبة لأخرى، تطالع كتب تشرح كيفية بدء المشاريع الجديدة، وجاءت عليها فترة مرت فيها على كل مقاهي لندن، في كل شارع وحدب وصوب، تدرسهم وتقارن بينهم حتى وصلت لنتيجة مفادها أن أهل العاصمة لندن لا يحصلون على قهوة عالية الجودة، وهذا ما برر شعورها الدائم بعدم قدرتها على العثور على فنجان قهوة طيب المذاق قوي التأثير خلال عملها في العاصمة الإنجليزية.
أوضحت دراستها كذلك أن الإنجليز باتوا يشربون كمية أقل من الشاي، في مقابل المزيد من القهوة، وعللت ذلك بسبب زيادة حجم الأسفار والأعمال مع الشركاء الأوروبيين وغيرهم ممن يعتمدون بشكل أكبر على القهوة.
فكرة سحر الجديدة قابلها الرفض من 19 مؤسسة تمويلية رفضت الإيمان بجدوى مثل هذه الفكرة (الطائشة وقتها). تروي لنا سحر عن صعوبة مرحلة البدء هذه قائلة: “حين بدأنا لم يكن هناك هذا الكم من المعلومات والمساعدات المتوفرة اليوم، لقد بذلنا جهدًا شاقًا كي نقنع أنفسنا وأصدقائنا وممولينا والموردين والمستهلكين والجميع بجدوى الفكرة، لقد كان الأمر بمثابة تسلق مرتفع حاد، بل لقد كان تحديًا كبيرًا”.
في النهاية وافقت وزارة التجارة والصناعة على إقراض المشروع الجديد مبلغ 75 ألف جنيه إسترليني، وفي نوفمبر 1995 (بعد مرور عام على ورود الفكرة لسحر) كان افتتاح أول مقهى جمهورية القهوة Coffee Republic في شارع ساوث مولتون. اعتمدت مقاهي جمهورية القهوة على تقديم أكثر من نكهة قهوة تلائم الرغبات المختلفة للشاربين، من قهوة ذات زبد كثيف لأخرى بدون، ومن تلك بطعم الموكا لتلك بنكهة العسل والقرفة.
رغم التنوع الكبير في المعروض من نكهات القهوة، لكن البداية كانت صعبة للغاية، فلقد نظر رواد المقاهي بعين الاستغراب لهذا المقهى الجديد، كما أن العثور على العمالة الكفؤة كان صعبًا، وأصعب منه الحفاظ عليها. لم يكن الانسحاب أو الاستسلام من الأشياء الواردة على ذهن الأخوين، لذا قررا أن يستعينا بشركة علاقات عامة كي تتولى الدعاية لهما، وكان من نتيجة ذلك نشر بعض التقارير الصحفية الإيجابية.
جاء ربيع 1996 بالمزيد من الأعمال والأشغال للأخوين، وفي ديسمبر 1996 كان افتتاح المقهى الثاني في وسط لندن، ما دفعهما في أكتوبر 1997 لتحويل مشروعهما إلى شركة مساهمة وطرحا الأسهم في البورصة، ما عاد عليهما بمبلغ 8.5 مليون جنيه إسترليني، تم توجيهها لمزيد من التوسع والانتشار.
كانت الأمور تمضي على ما يرام، وتذكر سحر سعادتها البالغة حين رأت أول عميل يرحل ومعه قدح قهوة يحمل اسم جمهورية القهوة في يديه. في يوليو 2000 تم طرح المزيد من الأسهم، ليجمعا 20 مليون جنيه إسترليني، تم توجيهها في افتتاح 40 مقهى جديد في عام واحد، ليصبح إجمالي عدد المقاهي82 مقهى خلال خمس سنوات من تاريخ البدء ، تناثرت في أكبر المدن الإنجليزية، وعمل فيها أكثر من 800 موظف.
في عام 2001 تنحت سحر عن دورها في الجمهورية (التي كانت تدر 30 مليون إسترليني سنوياً) لتتحول كاتبة، فأخرجت لنا في يناير 2003 كتابًا يحمل اسم: “الكل يستطيع أن يفعلها، كيف أسسنا جمهورية القهوة من على طاولة المطبخ” ليحل الأول في قوائم أكثر الكتب مبيعًا في إنجلترا، لعدة أسابيع، ونال الكتاب العديد من الجوائز والترشيحات، وتم تدريس بعض أجزائه في مدارس الأعمال الإنجليزية. تم اختيار سحر ضمن أكثر 100 سيدة ذات تأثير في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب واحتلت صورها العديد من أغلفة المجلات العالمية، ذات الطابع الأعمالي وغيرها، وتحدثت في الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وانتهت بالحديث في دبي في مارس الماضي!
وها هي تبدأ مشروعًا جديدًا: كعكات خالية من الدهن ومن السكر ومن كل ما له علاقة بزيادة الوزن. بكونها سيدة تحافظ بكل قوة على رشاقتها، فهي وجدت نقصًا في السوق الإنجليزية تجاه الحلويات خالية السكر والدهن والسعرات، لذا بدأت عملية البحث من جديد، واتفقت مع الموردين، ثم بدأت منتجات سكني كاندي (أو الحلوى النحيفة) في الظهور في مقاهي جمهورية القهوة. التحدي الجديد الذي تواجهه سحر هو قناعة الناس أن أي منتج يحمل اسم Diet (صحي/قليل السعرات) سيكون طعمه رديئًا وهذا ما تنوي سحر أن تغيره.
لاأقصُد ذلك المقهَى رُغم أنّ قصة جُمهورية القهوَة مُلهمة جدًا. وسأذكرها لأنّني أتشبث بالقصص حتى ينتهي قصصي ، جُمهورية القهوَة هي جمهورية وجِدت بإرادة امرأة إيرانية اسمها “ سحر هاشمي “ ولدت فتاتُنا هذه عام 1968 م، عند اندلاع الحرب الإيرانية العراقية وفي عمر الثانية عشر انتقلت مع والدها إلى إنجلترا. تعلّمت حتى نالت شهادة في الحقوق ، لازمت بعدها شركة قانونية لمدة 4 سنوات، كانت تُثرثر مع أصدقائها وتفضفض عندما أخبرتهم أنّها لاتستمتع بعملها، فردوا ساخرين : يُدفع لكِ في الشركة لعملك لا لإستمتاعك !
قالت : لما لاأعمل وأستمتع في نفس الوقت ؟!
مارستْ مهنتها التي لا تُحب حتى وفاة والدها بعدها قدمت إستقالتها وأنتقلت للأرجنتين باحثةً عن عملٍ ولم توفق حينها، من ثم قررت الذهاب لأخيها في نيويورك. ذات يومٍ وهي وأخيها في أحد المقاهي الأمريكية، تذوقت القهوَة بما لم تعرفه في لندن تلك المُتعة التي فارقتها طوال عملها، قالت في نفسها لما لاأنقل القهوة الأمريكية معي للندن فلاأشتاقها كما أفعل الآن وأنا أحتسي القهوة ، هُناك حيث معيشتي وعملي، إنجلترا على ترامي أطرافها وإتساعها لايوجد فيها مقهى واحد يقدم القهوة الأمريكية بإحترافية.
كانت تُفكر هيَ وأخيها وتَحمس لفكرتها وتحمست للبحث والتزود من الصفر في معلومات تجارية بحتة ، عادت لندن وبدأت بزيارة المقاهي والمقارنة . الشعب الإنجليزي يقدّس الشاهي كثيرًا ، لكن مع الإنفتاح الثقافي أصبحت القهوَة مظهر للمُعاصرة والتجانس بين مختلف الأعراق في إنجلترا، لذلك وجود قهوة عالية الجودة كان هدف سحر الأساسي بمُشاركة أخيها. تمويل فكرتها كانت المرحلة الأسوء بالنسبة لها رفضت البنوك إقراضها، فقهوة أمريكية في شوارع لندن ليس بحلم لهم أو شيء هُم في أمس الحاجة له.
بعد التردّد على البنوك ومحاولات عدة وافقت وزارة الصناعة والتجارة إقراض المشروع ، وفي نوفمبر 1995 م بعد عام من تخطيطها تم افتتاح أول مقهى في شارع ساوث مولتن، كانت البداية صعبة جدًا، عليها أن تدخر وتسدد شيء من قروضها ولامجال إلاّ هذا المقهى الذي يزوره الإنجليز بإستغراب كونه نوعًا ما مُختلف، كما أنّ العمالة الكفء صعب العثور عليهم ، وأصعب من ذلك الحفاظ عليهم.
قررت وأخيها الإستعانة بشركة علاقاتٍ عامة كي تتولّى الدعاية لهما، وقامت بنشر تقارير صحفية إيجابية ، طوال ستةِ أشهر لم يكن المردود المادّي مرضي أبدًا، كما أنّ أهلها وأصدقائها همُ الأكثر زيارة للمقهى لتشجيعها وزيادة الأرباح 🙂 شيئًا فشيئًا ارتفع الدخل حتى تم افتتتاح مقهى آخر في وسط لندن.
خلال عامٍ واحد تم افتتاح ٤٠ مقهى، وخلال ٥ سنوات من تاريخ البدء أصبح عدد المقاهي ٨٢ مقهى تناثرت في أكبر المدن الإنجليزية، حرصت على زيارة مقهى كل يوم لتحرص أن المدراء والعاملين يقدمون القهوَة كما تُريد ، وتُشبع عيناها بأقداح جمهورية القهوة بين أيدي الزبائن ، ألّفت كتاب“ الكل يستطيع أن يفعلها، كيف أسّسنا جمهورية القهوة من على طاولة المطبخ ؟ وتم اختيارها ضمن أكثر مئة سيدة ذات تأثير على المجتمع الانجليزي وحصلت على العديد من الألقاب. تنتهي القصة هُنا لكنها لم تنتهي لسحر هاشمي، ما إن يُجرّب أحدهم طعم النجاح سيتسلّق كُل السبل ليتذوق منه أكثر.
لسحر هاشمي جمهورية اسمتها القهوَة ، أسّستها، وجعلت من شعبها أُناسًا يمشون بقدح من القهوة. لم تتغير حياتها فحسب بل غيّرت الحياة بأناسِها، في جامعات لندن يدرسون كتابها، لم تعلم شيئًا في التجارة ولا القهوة والآن هي المُعلّم والقائد في التجارة والقهوة.
كُنت في حيرة من أمري فيما يخص ما الذي يجب أن نُنجزه بحُبٍّ في حياتنا ، مادرسناه ، أو مانهواه ، أو مانتوق إلى معرفته ، شيء واحد أكيدةٌ منه أنّه عند إلتزامي بخطةٍ وتخطيط لحياتي فذلك أشبه بالخطة الدراسية التي ستنتهي بعد عددٍ من السنوات سواءً بنتيجةٍ تُذكر أم لا ! فإنّ خلاصة القول تقول: أنّ سنةً دراسيةً واحدةً قد تكون المُفيدة لعُمري كله رُغم أن أكثر من نصف عمري كان مُسخّرًا للدراسة ، ذلك أنّني درستُ بمعيّة أشياءٍ تضوج في رأسي أكثر من كُل شيء آخر بين يدي ..
لو كان حُلمي أن أبني جُمهورية الفِكر، وأن أجعل الناس تُردّد أفكاري وتكتُب عباراتي بين الأزقة ، وفي لوح الإعلانات ، هل سأُحضر وقتها الورقة والقلم وأكتب، أم سأدرس المذاهب والمعتقدات أكثر كي ينمو فِكري فريدًا خالصًا ، أليس هُنا وهُناك في جمهورية القهوَة شيءٌ ما يُحركك من الداخل أن تسعى بيديك وقدميك لتُقْدِم على فِعل شيء تُحبه جدًا جدًا وتضحي بأيامك كلها لأجل تحقيقه.
كيفَ أخلُق هكذا إلهام وحُب ، كيفَ لاأكتفي بشرب قهوة في أزقة لندن بل أُفكر ببناء جُمهورية فريدة للقهوة الأمريكة حول العالم.
ردّدتُ في المدرسة
دون وَعيٍ بالزراعة والحصاد أوقاتها ومواسمها، أعلم جيدًا أنّ في حياتي جُزءًا مسلوبًا ليسَ بإرادتي، لم أختر طريقة تعليمي، لا لتجاهل أهلي أو صِغري وقتها بل لأنّ كُل شيءٍ وقتها كان يجزم أنّ كُل شيءٍ بخير، لا ناقد ولا ساعي للتطوير، ولا حقّ ينفض الغبار عن ترانيم كُتب القراءة والكتابة التي لا تمَسّ القراءة بعظمتها وقوتها في بناء حضارةٍ في دواخلنا للأبد ، حضارة قابلة للتطوير والتحسين بأيّ شكل . تبًا لأنّي أعلم أن في الطفولة وحدها يكمن بناء جيلٍ حضاريٍّ مُميز. أُريدها تلك الطاقة ، ذلك الصفاء الذي يقتشع كُل الضباب في الطريق لحُلمٍ لازم واقعنا حتى احترنا في اسمه
أعلم أنّ أحلامنا التي ستبقى في خانة حلم مطولاً إذا مااتقينا الله فيها وسعينا للإلتزام بتحقيقها بصفعة قول القدماء حين قالوا : “يرزق الله تعالى الطير بالحَب، ولكن الحَبُ لا ينبت في الأعشاش؛ فتعلم السعي”
علينا أن نمر بكل الأزقة الفاشلة المؤدية لتلك النتيجة المُرضية لشيء بعظمة حُلم على أرض الواقع، وإن كانَ جميلاً ما يوضع في يديك من حُبٍّ ومالٍ وعظمة، لا أجمل مِن شيءٍ تسعَى له بحُبك لتحصده بحُب، لن تكون وقتها الطمّآع ولا الأناني، ستُصبِح مِعطاءً لدرجةٍ كبيرةٍ، فقط لأنك تُريد الراحة والسعادة لمن حولك، مهمة إسعادك لنفسك تنتهي بمجرد تحقيق حُلمك.
السيء في الأمر هوَ عدم الثقة في النفس، النفس نفسها التي حلمتْ يومًا ما بشيءٍ مُلهم تعيشه بكرامه، برضىً وإطمئنان، كيف لنا ألّا نثق في المصنع الأول والمدير التنفيذي لكُلّ أحلامُنا .. أنفسنا ، هذا الجسد وسيلةٌ لله، إن لم نثق فيه فقد فقدت ثقتك في الله.
كُن واثقًا أنّ كُلّ شيءٍ حُرمت منه فهذه إشارةٌ بسيطةٌ لنفسك المختبئة أن ِاسعي في الأرض أكثر وجِدي البدائل
لا ترضى بأنصاف الحلول، ولاتُسكن قواك العقلية والفكرية والإبداعية في غير مكانها، لن تخسر راحتك فقط ، بل ستخسر عُمرًا لن تعيشه مرةً أُخرى بهذا القدر من الشقاء الموصِل للهدف.
طالما الدُنيا شقاءٌ وكدر، لا تختر سبيلاً شقي فقط لأنه المُتاح، إن لم تسعى بنفسك وراء ذلك الشيء الذي يسكُنك ويقول لك أنا من سأُسعدك ، فإنك أشقيت نفسك بشكلٍ لا نهائي، وبطريقة أكثر جنونًا من المُحتمل. تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”
في القوّة الخير الكثير، لا تضعُف، كُن المُبادر، الجريء ، الصّحيح، هيَ حياتك أنت، ليست بحياة أحدٍ غيرك، لما لا تُسيطر عليها بنفسك، وتُبعد المؤثرات وتُقربها كيفما تشَاء. لا تتأمل نفسك كثيرًا، اعمل، كُن أكثر نشاطًا وفعَالية من ذي قبل. تأمّل جمهورية القهوة جيدًا، إن مررْت من هذا المقهى لا تبخل على نفسك بإعادة النظر لحياتك العملية والوظيفية .
جُمهورية القهوَة - Coffee Republic
قالت : لما لاأعمل وأستمتع في نفس الوقت ؟!
كانت تُفكر هيَ وأخيها وتَحمس لفكرتها وتحمست للبحث والتزود من الصفر في معلومات تجارية بحتة ، عادت لندن وبدأت بزيارة المقاهي والمقارنة . الشعب الإنجليزي يقدّس الشاهي كثيرًا ، لكن مع الإنفتاح الثقافي أصبحت القهوَة مظهر للمُعاصرة والتجانس بين مختلف الأعراق في إنجلترا، لذلك وجود قهوة عالية الجودة كان هدف سحر الأساسي بمُشاركة أخيها. تمويل فكرتها كانت المرحلة الأسوء بالنسبة لها رفضت البنوك إقراضها، فقهوة أمريكية في شوارع لندن ليس بحلم لهم أو شيء هُم في أمس الحاجة له.
بعد التردّد على البنوك ومحاولات عدة وافقت وزارة الصناعة والتجارة إقراض المشروع ، وفي نوفمبر 1995 م بعد عام من تخطيطها تم افتتاح أول مقهى في شارع ساوث مولتن، كانت البداية صعبة جدًا، عليها أن تدخر وتسدد شيء من قروضها ولامجال إلاّ هذا المقهى الذي يزوره الإنجليز بإستغراب كونه نوعًا ما مُختلف، كما أنّ العمالة الكفء صعب العثور عليهم ، وأصعب من ذلك الحفاظ عليهم.
قررت وأخيها الإستعانة بشركة علاقاتٍ عامة كي تتولّى الدعاية لهما، وقامت بنشر تقارير صحفية إيجابية ، طوال ستةِ أشهر لم يكن المردود المادّي مرضي أبدًا، كما أنّ أهلها وأصدقائها همُ الأكثر زيارة للمقهى لتشجيعها وزيادة الأرباح 🙂 شيئًا فشيئًا ارتفع الدخل حتى تم افتتتاح مقهى آخر في وسط لندن.
لسحر هاشمي جمهورية اسمتها القهوَة ، أسّستها، وجعلت من شعبها أُناسًا يمشون بقدح من القهوة. لم تتغير حياتها فحسب بل غيّرت الحياة بأناسِها، في جامعات لندن يدرسون كتابها، لم تعلم شيئًا في التجارة ولا القهوة والآن هي المُعلّم والقائد في التجارة والقهوة.
كُنت في حيرة من أمري فيما يخص ما الذي يجب أن نُنجزه بحُبٍّ في حياتنا ، مادرسناه ، أو مانهواه ، أو مانتوق إلى معرفته ، شيء واحد أكيدةٌ منه أنّه عند إلتزامي بخطةٍ وتخطيط لحياتي فذلك أشبه بالخطة الدراسية التي ستنتهي بعد عددٍ من السنوات سواءً بنتيجةٍ تُذكر أم لا ! فإنّ خلاصة القول تقول: أنّ سنةً دراسيةً واحدةً قد تكون المُفيدة لعُمري كله رُغم أن أكثر من نصف عمري كان مُسخّرًا للدراسة ، ذلك أنّني درستُ بمعيّة أشياءٍ تضوج في رأسي أكثر من كُل شيء آخر بين يدي ..
لو كان حُلمي أن أبني جُمهورية الفِكر، وأن أجعل الناس تُردّد أفكاري وتكتُب عباراتي بين الأزقة ، وفي لوح الإعلانات ، هل سأُحضر وقتها الورقة والقلم وأكتب، أم سأدرس المذاهب والمعتقدات أكثر كي ينمو فِكري فريدًا خالصًا ، أليس هُنا وهُناك في جمهورية القهوَة شيءٌ ما يُحركك من الداخل أن تسعى بيديك وقدميك لتُقْدِم على فِعل شيء تُحبه جدًا جدًا وتضحي بأيامك كلها لأجل تحقيقه.
كيفَ أخلُق هكذا إلهام وحُب ، كيفَ لاأكتفي بشرب قهوة في أزقة لندن بل أُفكر ببناء جُمهورية فريدة للقهوة الأمريكة حول العالم.
ردّدتُ في المدرسة
زَرَعَ ...... حَصَدَ
دون وَعيٍ بالزراعة والحصاد أوقاتها ومواسمها، أعلم جيدًا أنّ في حياتي جُزءًا مسلوبًا ليسَ بإرادتي، لم أختر طريقة تعليمي، لا لتجاهل أهلي أو صِغري وقتها بل لأنّ كُل شيءٍ وقتها كان يجزم أنّ كُل شيءٍ بخير، لا ناقد ولا ساعي للتطوير، ولا حقّ ينفض الغبار عن ترانيم كُتب القراءة والكتابة التي لا تمَسّ القراءة بعظمتها وقوتها في بناء حضارةٍ في دواخلنا للأبد ، حضارة قابلة للتطوير والتحسين بأيّ شكل . تبًا لأنّي أعلم أن في الطفولة وحدها يكمن بناء جيلٍ حضاريٍّ مُميز. أُريدها تلك الطاقة ، ذلك الصفاء الذي يقتشع كُل الضباب في الطريق لحُلمٍ لازم واقعنا حتى احترنا في اسمه
أهوَ حلم، وَهْم، واقع، أم شيءٌ نمضي بمعيّته دون وعيٍ بأنّنا جاهلون حتى بمعرفته .
علينا أن نمر بكل الأزقة الفاشلة المؤدية لتلك النتيجة المُرضية لشيء بعظمة حُلم على أرض الواقع، وإن كانَ جميلاً ما يوضع في يديك من حُبٍّ ومالٍ وعظمة، لا أجمل مِن شيءٍ تسعَى له بحُبك لتحصده بحُب، لن تكون وقتها الطمّآع ولا الأناني، ستُصبِح مِعطاءً لدرجةٍ كبيرةٍ، فقط لأنك تُريد الراحة والسعادة لمن حولك، مهمة إسعادك لنفسك تنتهي بمجرد تحقيق حُلمك.
السيء في الأمر هوَ عدم الثقة في النفس، النفس نفسها التي حلمتْ يومًا ما بشيءٍ مُلهم تعيشه بكرامه، برضىً وإطمئنان، كيف لنا ألّا نثق في المصنع الأول والمدير التنفيذي لكُلّ أحلامُنا .. أنفسنا ، هذا الجسد وسيلةٌ لله، إن لم نثق فيه فقد فقدت ثقتك في الله.
كُن واثقًا أنّ كُلّ شيءٍ حُرمت منه فهذه إشارةٌ بسيطةٌ لنفسك المختبئة أن ِاسعي في الأرض أكثر وجِدي البدائل
لا ترضى بأنصاف الحلول، ولاتُسكن قواك العقلية والفكرية والإبداعية في غير مكانها، لن تخسر راحتك فقط ، بل ستخسر عُمرًا لن تعيشه مرةً أُخرى بهذا القدر من الشقاء الموصِل للهدف.
طالما الدُنيا شقاءٌ وكدر، لا تختر سبيلاً شقي فقط لأنه المُتاح، إن لم تسعى بنفسك وراء ذلك الشيء الذي يسكُنك ويقول لك أنا من سأُسعدك ، فإنك أشقيت نفسك بشكلٍ لا نهائي، وبطريقة أكثر جنونًا من المُحتمل. تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”
في القوّة الخير الكثير، لا تضعُف، كُن المُبادر، الجريء ، الصّحيح، هيَ حياتك أنت، ليست بحياة أحدٍ غيرك، لما لا تُسيطر عليها بنفسك، وتُبعد المؤثرات وتُقربها كيفما تشَاء. لا تتأمل نفسك كثيرًا، اعمل، كُن أكثر نشاطًا وفعَالية من ذي قبل. تأمّل جمهورية القهوة جيدًا، إن مررْت من هذا المقهى لا تبخل على نفسك بإعادة النظر لحياتك العملية والوظيفية .
فكّر بشيء قد يقلب كُل كفّةٍ حياتك الروتينية التي تعيشها للعيش لا للحياة نفسها.
بارك الله جمهوريتكم التي في أنفسكم وأتمنّاها في واقعكم ، وأراني الله جمهوريتي ومّتعني بها.
COMMENTS