العنوسة وتأخر سن الزواج .. مشكلة طالت الجميع إن مشكلة العنوسة تهدد بفساد المجتمع بأكمله وذلك واضح في حديث للنبي صلي الله علي وسلم الذ...
العنوسة وتأخر سن الزواج .. مشكلة طالت الجميع
إن مشكلة العنوسة تهدد بفساد المجتمع بأكمله وذلك واضح في حديث للنبي صلي الله علي وسلم الذي قال فيه: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) وهو الأمر الذي يدعو إلى اتخاذ كل السبل التي من شانها حل هذه المشكلة، لذلك لا داعي للمبالغة في تكاليف الزواج طالما كان رجلا صالحا وتم التأكد من أخلاقه. إن الإسلام حارب العنوسة، فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((أربعة من سنن المرسلين النكاح والسواك والطيب والحناء))... وترك الزواج عن عمد مكروه شرعاً وهذا ليس من الدين، فالله خلق الرجل للمرأة، وخلق المرأة للرجل، ونظم العلاقة بينهما عن طريق الزواج وهو الوسيلة الوحيدة التي تضمن للمرأة كرامتها وعفافها.
فلم يترك شبح العنوسة دولة إلا وزارها، ولا مجتمعا إلا وانتشر فيه، وتعتبر أرقام وإحصائيات العنوسة في الدول العربية وحدها كفيلة بإبراز حجم المشكلة، ومدى المخاوف والهواجس التي تفرض نفسها على تلك المجتمعات بقوة...فقد أصبحت ظاهرة العنوسة لدى الشباب والبنات تمثل مشكلة كبيرة يعاني منها الكثيرون، فتأخر سن الزواج (العنوسة) في وطننا العربي بصورة عامة، وفي المجتمع المصري بصورة خاصة، من المشكلات الكبيرة والمعقدة التي تبحث عن حل، فانتشار المشكلة بصورة صاخبة في مجتمعنا اصبح أزمة ضخمة يصعب حلها؛ فرغم الكم الهائل من الموروث الديني والثقافي الذي يعمل على منع ظهور هذه الظاهرة، لكن وجود عادات عقلية غريبة، وشروط شكلية كثيرة... تغير مسارات كثيرة نحو الاتجاه المعاكس، ولكل بلد عاداتها وعقليتها المختلفة التي تساعد على انتشار هذه الظاهرة، فنظرة المجتمع لا ترحم كل من تقدم بها السن دون أن تتزوج... الإحصائيات التي نقرأها بين الحين والآخر في الدول العربية عن ارتفاع نسبة العنوسة، تثير المخاوف وتنذر بخطر داهم من تفشي هذه الظاهرة الاجتماعية، التي تعد من أمراض المجتمع التي يجب مواجهتها والحد من انتشارها والبحث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والدينية التي أدت إليها، خاصة وأن الإسلام يحض على الزواج، ويشجع على العفاف وتكوين الأُسر القوية، التي تعد الاساس الأول في بناء المجتمع القوي المتماسك..
قضية تأخر الزواج "العنوسة" أصبحت الأن مشكلة ملموسة وهذا أدى إلى أضرار ليس للفتاة فقط، فهي مشكلة طالت الفتي والأسرة، وبالتالي ستؤثر على المجتمعات ككل، وللتغلب على هذه المشكلة الخطيرة يتطلب معرفة أسبابها، فيوجد أسباب وعوامل أخرى وراء انتشار العنوسة تأتي قبل العوامل الاقتصادية، فالتغيرات الاجتماعية التي حدثت في القيم والأعراف السائدة في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، مثل ارتفاع حالات الطلاق بهذا الشكل المبالغ فيه خاصة بين الشباب.. هذا جعل هناك تخوفا كبيرا من الإقبال على الزواج وذلك زاد من درجة الانتقاء والاختيار ومن ثم تأخر سن الزواج، بالإضافة إلى عدم الرغبة في تحمل المسؤولية لدى الشباب، والإحباط العام، وفقدان الشعور بالأمن والثقة في المستقبل، وهذه العوامل تأتي قبل العامل الاقتصادي، الذي يتمثل في الدخل المتدني، ومشكلة السكن، وندرة فرص العمل، والبطالة المتزايدة وقلة الإمكانيات المادية للشباب.. مما جعلهم يعزفون عن الزواج لعدم قدرتهم على نفقاته. وهكذا نلاحظ أن مشكلة العنوسة شملت كل دول المنطقة. لذلك وجب أن تلقي الضوء في هذا التحقيق على قضية تأخر الزواج "العنوسة" وأسبابه ووقعه المرهق نفسيا واجتماعيا على الشباب وما يليه من نتائج سلبية على الفرد والمجتمع...
أسباب تاخر سن الزواج
تتبعنا هذه الظاهرة من خلال مسارين أولهما رأي الشباب أنفسهم، ثم رأي العلماء والمختصين، وإليكم ما وصلنا إليه. في البداية التقينا بمجموعة من الشباب والفتيات في الشارع المصري وسألناهم عن رأيهم في انتشار ظاهرة العنوسة.... - بنت 30 عاما غير متزوجة "دكتورة صيدلانية" تقول: في أثناء دراستي في الجامعة، وأثناء عملي بعد التخرج كنت أنظر إلى الزواج على أنه مشروع مؤجل في حياتي، فتقدم لي كثير من الشباب الذين يرغبون في الزواج مني؛ وكانوا ذوي ثراء أو منصب علمي محترم - ورغم ذلك كنت أرفض هذه الفرص للزواج خوفا على حريتي، وأملا في أن الحياة بها الأفضل إلى أن اكتشفت أن جميع صديقاتي تزوجن وأصبح لهن أسر وأصبح عمري الآن 30 وبدأت الفرص تقل وأخشى الآن أن أكمل حياتي وحيدة ونادمة على الفرص التي ضاعت بسبب تفكيري الخاطئ...
ولعل أهم أسباب العزوف عن الزواج هو أنه يعيش الشباب في هذه الأيام وضعا ماديا صعبا يواجه من خلاله جملة إشكاليات؛ بداية من البحث عن مسكن مناسب، مرورا بوظيفة تضمن له راتبا شهريا ثابتا يناسب متطلبات الحياة، انتهاءا بتكاليف الزواج التي أصبحت مرتفعة بشكل جنوني، وكل هذه المشكلات كفيلة بانتشار نسبة العنوسة وعدم التفكير من الأساس في الزواج، فمن الصعب في هذه الأيام تحمل الشاب نفقات نفسة فكيف يستطيع تحمل نفقات بيت وأسرة. ولأن حجم المشكلة يزداد يوما بعد يوم، وبالنظر والبحث في هذه الدراسات نجد أن ارتفاع نسبة العنوسة لم يأت من فراغ إنما له العديد من الأسباب مثل المشاكل الاقتصادية، مشاكل البطالة، مشكلة التضخم وارتفاع الأسعار الجنونية، عدم التنشئة السليمة للأبناء والبعد عن تعاليم الدين الإسلامي.
الأسباب الاقتصادية ليست السبب الوحيد في انتشار العنوسة
فيوجد نسبة كبيرة جدا من الشباب المقتدر ماديا لكنه عازف عن الزواج لأسباب كثيرة تختلف من شاب لآخر، ومنهم من يرى مشاكل في بيته حيث تنعكس هذه المشاكل سلبا على نفسيته ويظن أن الحياة الزوجية كلها هكذا فيفضل العزوبية بعيدا عن المشاكل، بالإضافة إلى أن بعض الشباب قد يمر بتجارب فاشلة في الارتباط ما يؤدي إلى كراهية الجنس الأخر، وهناك عوامل أخرى كثيرة منها أن بعض المتزوجين للأسف ينفر صديقه من الزواج، وهناك بعض الشباب الذي لا يرى ضرورة في التسرع في عملية الزواج رغم قدرته المادية ظنا منه أن الزواج تحمل للمسؤولية وهم يريدون العيش أحرارا طلقاء كما يشاؤون دون أدنى مسئولية، فيوجد الكثير من شباب اليوم لا يريد تحمل مسؤولية أسرة وأطفال ويرى انه لم يستمتع بحياته بعد، ومثل هؤلاء الشباب يحتاجون إلى معرفة أن قيمة الزواج وأهميته في الاستقرار النفسي للإنسان.
العنوسة مشكلة اجتماعية تخص الرجال والنساء
فهي ليست مشكلة قاصرة على النساء فقط، فلماذا نحمل مسئولية العنوسة وتفاقمها للفتيات فقط؟ ولماذا نعتبر الفتاة سلعة محددة بوقت معين لزواجها إذا لم تتزوج فيه فقد انتهت صلاحيتها؟ أما الرجل فهو قادر على الزواج متى ما سنحت له الفرصة ولا يشعره المجتمع بأي نقص أو عيب فيما لو تأخر زواجه ولم يأت نصيبه بعد فهو في نظر المجتمع رجل لا يعيبه شيء وهذا هو التعبير الذي يحاكي واقع وحال هؤلاء الفتيات؟! ويمكنني أن أشير إلى تعبير آخر مشين يستخدم للتعبير عن موضوع الزواج وهو يعكس تناقضا آخر لمنظومة أفكارنا ونظرتنا للأشياء نحدد من خلاله نظرتنا إلى زواج المرأة بالقول أن الزواج قطار يتجاوزها في عمر معين لتصبح على قارعة الطريق فلا تجد في الحياة مشاركة أو تفاعل، بل تتحول إلى مشاهدة وحدث، فيقال عنها الكثير وتبقى محط استفهامات وتساؤلات ونظرات الجميع، أما الرجل فهو القطار الذي يتجاوز كل القوانين بما فيها نظرة المجتمع المؤلمة. وبسبب نظرة المجتمع الجارحة للفتاة التي تأخرت في الزواج يوجد في قسم قانون الأحوال الشخصية بالمؤسسة مطلقات تزوجن رغبة في التخلص من شبح العنوسة ونتيجة ضغوط المجتمع الذي اضطرهم إلى القبول بأي زوج يتقدم إليهن، حتى لو كان اختيارهن اختيارا غير متكافئ وهو ما يفضي في النهاية إلى طلاق مؤلم!! كل هذا للتخلص من لقب عانس، وأصبح الكثير من البنات يفضلن لقب المطلقة على لقب عانس، وكم من زوجات وأزواج يجمعهما بيت واحد إلا أنهما منفصلان نفسيا، وبالرغم من مرارة كلمة الطلاق وانه ابغض الحلال عند الله، فالمرأة العانس تعيش عمرها وهي مطاردة بالشعور بأنها امرأة غير مرغوب فيها من الجنس الآخر، ومحرومة من الرباط المقدس الذي أحله الله، وتعاني من نظرة المجتمع لها ومن الحرمان من الشعور بالأمومة والاستقرار الأسري في نظر المحيطين بها، وهي نظرة ظالمة وقاسية ينظر من خلالها المجتمع إليها، لذلك تجد الفتاة أن العانس أفضل بكثير من أن تكون مطلقة...
أما إذا كانت الفتاة تتمتع بشخصية قوية فإنها تنأى بنفسها عن ذلك، فهي في نفس الوقت تمتنع عن الزواج لأنها ترى اهتزاز صفات الرجولة لدى الذكور مما جعل كثيرا من الفتيات ينظرن حولهن فلا يجدن رجلا بمعنى الكلمة يوفر لهن الحب والرعاية والاحتواء فيفضلن العيش وحدهن بعيدا عن التورط مع زوج يعيش عالة عليها أو يطمع في مالها أو يقهرها.
لماذا المجتمع لا يرى المرأة إلا بوجود رجل!!!
ويعتبر الزواج هو الأساس وبذلك يلغي جميع مهارات الفتاة وجميع الأشياء المنتجة في شخصيتها إن كانت علمية أو عملية. وحملت الأستاذة "عزة" أسباب العنوسة للبنات وللشباب إلى الدولة قائلة: لابد أن نعلم أن الأسباب المسئولة عن تفاقم تلك الظاهرة هي "الدولة" ومشاكلها الاقتصادية، فالاقتصاد بيت الداء في مصر والعامل الاقتصادي يؤثر في قرار إقبال الشباب على الزواج من ناحية قدرتهم على تحمل مصاريف الزواج وارتفاع الأسعار على الصعيد العالمي، وخاصة في مجتمعاتنا، وبالتحديد أسعار الأراضي والبيوت والإيجارات والأثاث، ضاعف من تأثير الجانب الاقتصادي؛ فلابد من تحرك الحكومة لحل هذه المشكلة ووضعها على رأس أولويات العمل في الفترة المقبلة، والحل يكون اقتصاديا عن طريق مساعدة الشباب بقروض وبوحدات سكنية ذات مساحات مقبولة وبأسعار رمزية، فالعامل الاقتصادي يعتبر هو أساس التأثير في أية علاقة إنسانية إن لم نقل انه المحدد الأهم في الزواج.
عندما تشعر الفتاة بأنها تحمل لقب "عانس" وتتخطى سن الزواج فإن هذا يعرضها لحالة من الإحباط وتصبح بعدها شخصية غير منتجة في المجتمع أيا كان في عملها أو دراستها أو أي مجال آخر تبدع فيه، وقليلا ما نجد عانسا تتمتع بحياة طبيعية مقارنة بغيرها من المتزوجات حتى إذا كانت ناجحة ومتفوقة في مجال العمل! فالعانس ربما تعاني الوحدة على الرغم من كثرة الناس حولها في بعض الأحيان وتشعر بالانطوائية والانعزالية، وهي من ابرز المشكلات التي تصيب الفتيات بسبب تأخر سن الزواج، هذا بالإضافة إلى إهمالها لنفسها ومظهرها وتصرفاتها ما يؤدي إلى مشكلة أكبر وهي وصولها الي مرحلة الاكتئاب، وتبدأ في رفض هذا المجتمع الذي لا يراها إلا بوجود رجل، وهذا الشعور يكون مختلفا عند الشباب، فالمشكلة تكون اخف واقل عندهم لان المجتمع ينظر لهم على أنهم رجال لا يعيبهم شيء، بالإضافة إلى أن الرجل لديه الكثير من الحجج كمبرر أمام المجتمع والناس لتأخره في الزواج.
أسباب تأخر سن الزواج والعزوف عنه
- العامل الاقتصادي، الذي يتمثل في الدخل المتدني نتيجة عدم وجود رقابة صارمة من مكتب العمل علي الشركات
- ندرة فرص العمل، والبطالة المتزايدة - وظيفة تضمن له راتبا شهريا ثابتا يناسب متطلبات الحياة
- مشكلة السكن (أرقام فلكية لأسعار الشقق التمليك - إرتفاع أسعار الإيجار وخاصة مع وجود قانون الايجار الجديد والذي يحدد مدة فأصبح عقد الشقة لا يتجاوز سنتين فقط )
- تكاليف الزواج التي أصبحت مرتفعة بشكل جنوني
- إعتقاد الشباب أنهم يجب أن يأمنوا مستقبلهم أولا حتي يجد من يوافق به
- إعتقاد الفتيات بمفهوم خاطئ من خلال الإعلام والثقافة الغربية Strong independent woman
- ارتفاع حالات الطلاق بهذا الشكل المبالغ جعل هناك تخوفا كبيرا من الإقبال على الزواج
- عدم الرغبة في تحمل المسؤولية لدى الشباب
- فقدان الشعور بالأمن والثقة في المستقبل
العواقب من تاخر الزواج
بالإضافة إلى أن تأخر سن الزواج والعزوف عنه يخلقان أنواعاً أخرى من الزواج غير المعترف بها رسميا مثل الزواج العرفي، زواج المتعة، وزواج المسيار، وهذا له تأثير على العنوسة لان شيوع هذا الزواج أدى إلى انعدام الثقة لدى كثير من الشباب في الحصول على شريكة حياة مناسبة، خاصة لدى هؤلاء الذين تورطوا في مثل تلك العلاقات وأصبح لديهم قناعة بأنه لا توجد فتاة عفيفة!.
حلول مشكلة العنوسة
حل أزمة العنوسة لن يكون إلا بمعالجة تلك الأسباب لان الحلول الجذرية تبدو بعيدة التحقيق وبالذات في مجتمعاتنا؛ فهناك عدة مقترحات عملية يمكن أن تحد من الظاهرة:-
لتكن الدعوة لبساطة الأفراح والبيوت عملية نفخر بها أمام الجميع بتكلفة زواجنا البسيطة بوصفها أحد محكمات الالتزام والتدين، وإذا كانت هذه البساطة هي سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن تجديد هذه السنة في عصرنا هذا أصبح مؤكداً، لأنها وسيلة فعالة لمنع شر قد يدمر منظومتنا القيمة. فالإسلام ييسر سبل الزواج، وينهى عن المغالاة في المهور، ويحض على العفاف، وأكد على أهمية تيسير أمور الزواج بعيدا عن التعقيدات ومظاهر الترف، ولابد من رسوخ المفاهيم الدينية التي تحض على الزواج كحصانة للشاب وستر للأنثى، وسيادة الأعراف والتقاليد الاجتماعية واعتبار الزواج مصاهرة وقربى وتقوية للعلاقات الاجتماعية وعدم تعرض المجتمع للإعلام الغربي وأنماط ثقافية غريبة عن ثقافته. ويضيف إن منهج التربية الإسلامية هو السياج الآمن والقوي فقد قال الله - عز وجل -: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).
ويجب على الأهل تربية بناتهم على أن الزواج مسألة نصيب إذا تم فهو خير لهم، وإذا تأخر فهذا لا يلغي مكانتها الاجتماعية لديهم، ولابد من التسليم بأمر الله ولابد من تقوية العامل الأخلاقي والتربوي و الديني لدى الأبناء… فالانحراف من أكثر المشاكل التي يعاني منها المجتمع بسبب تأخر الزواج وخصوصا الشباب لتمتعه بحرية أكبر من الفتاة.
وحل كل المشكلات يكمن في كلمتين هما: "الدين والقيم، وهذه الظاهرة تستدعي علاجا فوريا قبل فوات الأوان فلا بد من استحضار البعد الديني في المسألة، فنحن أمة دينها الإسلام الذي يصرف العلاقة بين الجنسين داخل مؤسسة الزواج، والذي يحث على التكاثر، ويطلب الدكتور عبدالهادي من الآباء والأبناء العمل على خفض تكاليف الزواج، والرجوع إلى السُنَّة النبوية الشريفة، ويكون تقييم الرجل من خلال دينه وتمسكه بصحيح الإسلام، وليس من خلال مقدرته المالية، ولا بد أيضاً أن تتمسك المرأة المسلمة بتعاليم الإسلام، وأن تضع نصب عينيها اختيار الرجل على أساس دينه ومعاملته، وليس من أجل قدراته المادية، كما يجب على الآباء مساعدة أبنائهم وعدم المغالاة في متطلبات الحياة الزوجية. أخيرا: الإعراض عن الزواج لدى الجنسين في مجتمعنا بات ظاهرة ملحوظة تكاد تصل الى درجة الاستفحال!! وملاحظة هذه الظاهرة، ومتابعتها بالدراسة، والتحليل، والنقد، والمعالجة أمر ضروري لتدارك جوانبها السلبية، وتأثيراتها الاجتماعية، والنفسية، والأخلاقية؛ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: على عاتق من تقع هذه المهمة والمسؤولية؟. لا شك أن الدولة بمؤسساتها؛ والحكومة بأذرعها التنفيذية على رأس المطالبين برصد الظاهرة وتطويقها وإعداد الدراسات والخطط اللازمة لمعالجتها، ووضع الميزانيات الكافية لردم الهوة ومعالجة المشكلة. كما ان الجامعات ومراكز البحث والدراسات، ومؤسسات الإعلام، ومراكز استطلاع الرأي تلعب دورا هاما للغاية في المشاركة بهذه العملية، على سبيل الاقتراح يمكن أن توجه الجامعات طلاب الدراسات العليا إلى تقديم بحوث الماجستير وأطروحات الدكتوراه في الجانب الميداني للمشاكل الاجتماعية بدل الاكتفاء بالجانب البحثي الأكاديمي الذي لا ينتج إلا بحوثا تجد لها طريقا إلى رفوف النسيان. كما أن للمؤسسة الدينية دورا توعويا لا يغفل، لما تحضى به من جماهيرية وقدرة على التواصل مع الناس، حيث يمكن وضع خطط مبرمجة تساعد في الجانب التوعوي والإرشادي المهم جدا في هذا الجانب.
من خلال جمعيات خيرية تقوم بمعالجة ملف كامل يشمل كل مشاكل الأسرة من عنوسة وطلاق وإدمان، وأول هذه الحلول هي البرامج التثقيفية. البنية الدينية والثقافية اختلت في مجتمعاتنا الإسلامية لذلك تقوم الجمعيات والقنوات التليفزيونية بالندوات والمحاضرات التي تناقش جميع المشكلات الخاصة بأسباب العنوسة عن طريق إعادة مفاهيم الإسلام لدى الشباب والفتيات لتوعيتهم بعدم المغالاة في المهور، من خلال الأحاديث النبوية التي أكدت على ضرورة عدم المغالاة في المهور حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة"، وتعريفهم بكيفية العلاقة بين الخاطب والمخطوبة والقيم التي يجب أن تسود بين الزوجين؛ وواجبات كل منهما تجاه الآخر. ويضيف ومن الحلول الأخرى التي نتابعها إخضاع الزوجين لبرنامج نفسي واجتماعي للتأكد من نضج أسلوب التعامل بين الزوجين ولبيان المشاكل التي من المتوقع أن يتعرضوا لها، بالإضافة إلى تقديم النصح والمشورة والمحاضرات للمقبلين على الزواج حتى نتجنب مشاكل ما بعد الزواج والطلاق لأنه من اخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات الإسلامية. ويوضح الدكتور "أمير" أن أهم أسباب تأخر سن الزواج للشباب والبنات هو ارتفاع تكاليف الزواج المتمثلة في ارتفاع المهور، وتكاليف حفلات الزفاف، والأثاث، وارتفاع أسعار الذهب والعقارات والشقق السكنية، وغيرها من متطلبات الزواج.
وأيضا بتقديم المساعدات المادية للشباب والفتيات المقبلين على الزواج، وتقديم أثاث مخفض ومدعم للزوجين، وأجهزة كهربائية للفتاة، ومساعدات عينية للشباب، وإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين. كما تقيم الجمعية حفلات زواج جماعية للعرسان تخفيضا لنفقات الزواج، بالإضافة إلى تأجير فساتين الزفاف بأسعار رمزية، وهذا النوع من المساعدة والمساهمة للتخفيف عن أعباء الشباب وتقليل نسبة العنوسة.
ولذلك بندعو الأباء والأمهات أن يتفاعلوا مع الموضوع قبل حدوث كوارث وذلك بتسهيل أمور الزواج من تكاليف كبيرة في أمور لا تستحق, أهم شئ التأكد من أن العريس رجل يتحمل أعباء الحياة ويكون متدين حتي يحافظ علي البنت مهما حدث بينهم من خلافات. لا تسأله ماذا يملك بل إسأله هل تصلي هل تقرأ القرآن, وكذلك ندعو أصحبا العمارات أن يراعوا أمور الشباب بالتيسير عليهم في أسعار الإيجارات والمقدم والمدة فهل ترضاها علي نفسك إذا أخذ الله منك مالك وذهبت لتستأجر شقة أن يكون العقد سنتين؟!!!!
تيسير الزواج - للشيخ الشعراوى
أدعية لتيسير الزواج
الزواج هو سنة الله على هذه الأرض وهو السكينة والاستقرار، وقد قال الله تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، وهنا سنذكر لكم أفضل دعاء لتيسير الزواج.- اللهمّ إنّي أسألك بأنّي أشهد أنّك أنت الّذي لا إله إلا أنت الأحد الصّمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد، اقض حاجتي.. آنس وحدتي.. فرّج كربتي.. اجعل لي رفيقاً صالحاً كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً، فأنت بي بصيراً يا مجيب المضطر إذا دعاك.. احلل عقدتي.. أمن روعتي.. يا إلهي من لي ألجأ إليه إذا لم ألجأ إلى الرّكن الشّديد الّذي إذا دعى أجاب.. هب لي من لدنك زوجاً صالحاً.. اجعل بيننا المودّة والرّحمة والسّكن.. فأنت على كلّ شيْ قدير.. يا من قلت للشيْ كن فيكون.. ربّنا أتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.. وقنا عذاب النّار.. وصلّي اللهمّ على سيّدنا محمّد وعلى أله وصحبه وسلم.
- اللهم إنّي أسألك بخوفي من أن أقع بالحرام، وبحفظي لجوارحي، وأسألك يا ربّ بصالح أعمالي أن ترزقني زوجاً صالحاً يعينني في أمور ديني ودنياي فإنّك على كلّ شيء قدير، اللهمّ اغفر ذنبي واحصن فرجي، وطهّر قلبي، اللهمّ ارزقني بالزّوج الّذي هو خير لي وأنا خيرٌ له في ديننا ودنيانا ومعاشنا وعاقبة أمرنا عاجله وأجله.. اللهمّ إنّي أعوذ بك من بواري وتأخّر زواجي وبطئه وقعودي، وأسألك أن ترزقني خيراً ممّا استحقّ من الزّوج وممّا أمل، وأن تقنعه وأهله بي وتقنعني وأهلي به.. اللهمّ زدني قرباً إليك.. اللهم زدني قرباً إليك.. اللهم زدني قرباً إليك اللهمّ اجعلني من الصّابرين، اللهمّ اجعلني من الشّاكرين.. اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين النّاس كبيراً.. اللهمّ يا دليل الحائرين ويا رجاء القاصدين، يا كاشف الهموم يا فارج الغمّ، اللهمّ زوّجنا واغننا بحلالك عن حرامك يا الله يا كريم يا رب العرش المجيد، ارحمنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
- اللهمّ بحقّ قولك (والله يرزق من يشاء بغير حساب)، وبحقّ قولك (إنّ الله على كلّ شيء قدير)، وقولك الحقّ (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)، اللهمّ اجمع بيني وبين فلان (فلانة) بالحق، وافتح بيننا بالحق، وأنت الفتّاح العليم، وقولك: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) سورة الشورى11، ارزقني زوجاً (زوجة) تقرّ به عيني وتقرّ بي عينه.
- اللهمّ إني أعوذ بك من بوار الأيم وتأخّر الزواج وبطئه، وأسألك أن ترزقني خيراً ممّا أستحق من الزّوج (الزوجة) وممّا اّمل، وأن تقنعني وأهلي به (بها).
- اللهمّ حصّن فرجي ويسّر لي أمري واكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمّن سواك.
- اللهمّ إنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب والقادر، اللهمّ إن كنت تعلم أنّ في فلان (فلانة) خيراً فزوّجنيه واقدره لي، وإن كان في غيره خير لي في ديني ودنياي واّخرتي فاقدره لي.
- اللهمّ إنّي استعففت فأغنني من فضلك بحقّ قولك تعالى (وَليَستَعفِفِ الَّذينَ لا يَجِدونَ نِكاحًا حَتّىٰ يُغنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ) سورة النور33.
- اللهمّ ارزقني الزّوجة الصّالحة إن أمرتها أطاعتني، وإن نظرت إليها سرّتني، وإن أقسمت عليها أبرتني، وإن غبت عنها حفظتني في نفسها ومالي.
- اللهمّ يا مطلع على جميع حالاتنا اقض عنّا جميع حاجاتنا، وتجاوز عن جميع سيّئاتنا وزلّاتنا، وتقبّل جميع حسناتنا وسامحنا، ونسألك ربّنا سبيل نجاتنا في حياتنا ومعادنا، اللهمّ يا مجيب الدّعاء، يا مغيث المستغيثين، يا راحم الضّعفاء أجب دعوتنا، وعجّل بقضاء حاجاتنا يا أرحم الرّاحمين.
- اللهمّ إنّي أريد أن أتزوّج فقدّر لي من الرّجال أعفّهم فرجاً، وأحفظهم لي في نفسي ومالي، وأوسعهم رزقاً وأعظمهم بركة، وقدّر لي ولداً طيّباً تجعل له خلقاً صالحاً في حياتي ومماتي.
- اللهمّ زوّجني رجلاً صالحاً تقرّ به عيني، وتقرّ بي عينه يا ذا الجلال والإكرام.
- اللهمّ اغفر ذنبي، وحصّن فرجي، وطهّر قلبي، اللهمّ ارزقني بالزّوج الّذي هو خيرٌ لي وأنا خيرٌ له في ديننا ودنيانا ومعاشنا وعاقبة أمرنا عاجله وأجله.
- اللهمّ يا دليل الحائرين، ويا رجاء القاصدين، ويا كاشف الهم، ويا فارج الغم، اللهمّ زوّجنا واغننا بحلالك عن حرامك يا الله يا كريم يا ربّ العرش المجيد ارحمنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين، اللهمّ إنّي أسألك باسمك العليم إنّك عالمٌ بحالي، فبرحمتك يا رب يا رب يا رب زوّجني برجلٍ صالح يستر عليّ، ويكون قرّة عينٍ لي وأكون قرّة عينٍ له يا رب يا رب يا رب.
- اللهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم الّذي إذا سألك به أحد أجبته، وإذا استغاثك به أحد أغثته، وإذا استنصرك به أحد استنصرته أن تزوّجني يا رب يا رب يا رب يا أرحم الرّاحمين يا أرحم الرّاحمين يا أرحم الرّاحمين، يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الجلال والإكرام.
- اللهمّ إنّي أسالك بدعاء ذي النّون يوم دعاك في ظلماتٍ ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت فاستجبت له وأنجيته، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، اللهمّ ارزقنا الزّوج الّذي يخافك، ولا يعذّبنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
- اللهمّ ارزقني بزوجٍ صالح، تقيّ، هنيّ، عاشقٍ لله ورسوله، ناجحٍ في حياته، أكون قرّة عينه وقلبه، ويكون قرّة قلبي وعيني.
دعـــاء سيدنا موسى عليه السلام لتيسير الزواج
(رب انى لما أنزلت الى من خير فقير )
دعاء تعجيل الزواج باذن الله
أدعية قرآنية
ترديد الأدعية التي وردت بالقرآن الكريم:- (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (سورة الأنفال 63).
- ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) (سورة الروم 21).
- (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (سورة القصص 68).
- (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير 29).
- (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ. إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَن) (سورة الأنبياء 87).
- (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا) (سورة النبأ 8).
- (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (سورة الفرقان 74).
- (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (سورة الأنبياء 83).
- (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (سورة يوسف 86).
- (مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) (الكهف93).
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (الأعراف 189).
COMMENTS