مقومات السعادة الزوجية

مقومات السعادة الزوجية لا سعيد إلا من أسعده الله وإذا أراد الله أن يسعد الزوج في زواجه أو الزوجة في زواجها, رزقه الدعاء قبل الزواج...

مقومات السعادة الزوجية

لا سعيد إلا من أسعده الله

وإذا أراد الله أن يسعد الزوج في زواجه أو الزوجة في زواجها, رزقه الدعاء قبل الزواج, وقبل أن يتحمل المسئولية ويبتلي بالأمانة يلهج بالدعاءويفتقر إلي الله سبحانه وتعالي أن يرزقه الزوجه الصالحة أو يبارك له في زوجته وأهله وأن يصلحها له, ولذلك قال الله عز وجل عن نبيه زكريا (وأصلحنا له زوجه) فالذي أصلح لزكريا وأصلح لمن قبله يصلح لك زوجتك فأعظم أسباب السعادة كثرة الدعاء.

الأمر الثاني: حسن النية في الزواج

أن لا يتزوج الإنسان لشهوته ولكن أول ما يتزوج لكي يعف نفسه عن الحرام, ويبتعد عن الفواحش والأثام, ويدعو الله أن يبارك له في هذه الزوجة فيغض بصره عن ما حرم الله, ويحصن فرجه عن ما نهاه الله عز وجل عنه, فإذا حسنت نيته بارك الله له فيها, لأنه يكون عبادة ويكون له طاعة وقربة.

ثم كذلك مما يعين علي السعادة الزوجية هدي النبي صلي الله عليه وسلم في إلفه ومودته ومحبته لزوجته, وتواضعه عليه الصلاة والسلام وأخلاقه وشمائله, كان صلي الله عليه وسلم خير زوج لزوجه فقال "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" فكان صلي الله عليه وسلم إذا دخل لا يدخل من عرض الباب يتخون أهله حتي في كيفية الدخول, وكان إذا دخل عليه الصلاة والسلام إبتدأ بالسواك حتي لا تشم منه إلا رائحة طيبة, فكان يتفقد المشاعر والأحاسيس, إذا خرج إلي أمه وقف علي منبره فأخشع القلوب لربها وقاد جحافل الإيمان لنصرة القرآن والدين فكانت لا تأخذه في الله لومة لائم صلي الله عليه وسلم, فإذا دخل إلي بيت الزوجية دخل أكرم بعل وأكرم زوج علي أهله صلي الله عليه وسلم لا يدخل وهو يشعرهم أنه العظيم وأنه الكبير, بل فضل التواضع حتي في النداء يناديها ويقول يا "عائش" يرخم لها النداء, وما عاب طعاماً بين يديه قط أبداً صلوات الله وسلامه عليه, ولا سب ولا شتم إمرأة ولم يسيئ لأحد بلسانه صلي الله عليه وسلم.

إن وجد خيراُ حمد الله ورد الجميل بأجمل منه, وإن وجد غير ذلك شكر وصبر, وذكر الله جلا جلاله, فيأتي إلي أم المؤمنين ويقول لها هل عندكم طعام؟ فتقول لا والله.... فيقول إني إذا صائم صلي الله عليه وسلم, فلو أن رجلا منا جاء وقال هل عندكم طعام؟ قالت لا ما عندنا طعام, أقام الدنيا وأقعدها, فضَيق فضَيقَ الله عليه, وأساء فرأي عاقبة السوء, فما السنة السيئة سيئة إلا لأنها تسئ إلي صاحبها وإذا جرحت مشاعر الأهل بالسيئة, سائتك السيئة التي خرجت من لسانك, فكان يحذر صلوات الله وسلامه عليه في كلامه, ثم إذا وضع الطعام بين يديه صلوات ربي وتسليمه عليه إذا بأم المؤمنين عائشة تقدم له الطعام وتدني إليه الشراب فيقسم عليها أن تشرب قبله, تشرب قبل نبي الأمة وأحب الخلق إلي الله صلي الله عليه وسلم.

مقومات السعادة الزوجية

إن كريم الأصا من طابت شمائله وأدابه, الرجال والنبلاء والعظماء لا ينبلون إلا بالتواضع وليس بالتعالي, تعلم أن تدخل بيت الزوجية كمثل نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم تعلم منه الرجولة فإذا جائت المناسبات والأفراح أدخل السرور علي أهلك وأدخل السرور علي زوجتك. ففي الصحيحين لما قام الحبشة يلعبون يوم العيد في المسجد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله أن تنظر إليهم, فإنظر اليوم يوم عيد ويوم فرحة ما كسر الخواطر صلي الله عليه وسلم, ولا قال لها آأنا أقف لك وأنا نبي الأمة أقف لك حتي تنظرين بل قام صلي الله عليه وسلم ونعم القيام قام فوقف بين عضادتي الباب ووقفت أم المؤمنين تنظر إليهم وهم يلعبون من وراء ظهره صلوات الله تعالي وسلامه عليه, فيقول هل فرغت؟ فتقول لا بعد. فيقول هل فرغت؟ فتقول لا بعد. فإنظر إلي طول وقوفه وإنظر إلي إصرارها وطول موقفها رضي الله عنها وأرضاها, تعلم رحمته وشفقته فتدللت وتقول لا بعد لا بعد, من منا يفعل هذا الفعل؟!!!!! نريد من زوجاتنا أن تكون الزوجة موطأة الكنف, كثيرة الإحسان والتبعل لزوجها, ولا ننظر ما الذي قدمناه لأزواجنا, وبمجرد أن ينظر الواحد منا في حسن العشرة جاءه الشيطان, من شياطين الإنس والجن, فأقام له الدنيا وأقعدها, ويقول له "إدبحلها القطة" , "لو تواضعت لها ركبتك وإن تدللت لها أهانتك وإنها تفعل وتفعل" ويقول أصحاب الزوجة وأقاربها "إدبحيله القطة" فلا يزال القلب يمتلئ بسوء الظن حتي لا يستطيع الإنسان أن يلتمس خصلة من خصال البر مع أهله, نسأل الله السلامة, ومنهم من يدخل إلي بيته دائم العبوس, دائم الأذية, شديد الصراخ, كثير الكلام, حتي إنك لتعجب والله من الواحد منا إذا جلس مع الناس تبسم وتهلل وجهه وتحبب إلي الناس, ولكن ما إن يدخل إلي بيته إلا إبتدأ فكشر عن أنيابه وتغير وجهه فأضر وأضر وأذي أهله نسأل الله السلامة والعافية, يقول صلي الله عليه وسلم " ما أولئك من خياركم" أي الذين يضربون نسائهم, فخيار الأمة خيارهم للأهل.

نحن نريد هدي النبي صلي الله عليه وسلم, هذا الهدي الكريم الذي جمعه الله في آية واحدة "وعاشروهن بالمعروف" والكلمة الطيبة وتلمس المشاعر والأحاسيس, وأن تتفكر دائما أنك مديون بالفضل فالرجل الكريم وهذه من الحكم المأثورة المعروفة"أن تنظر بعين النقص"فإذا دخلت البيت ووجدت أنها قد طبخت لك طعاماً فتقول لها جزاك الله كل خير, وقلت الكلمة الطيبة بارك الله فيكي وأحسن الله إليكي فهذه الدعوات الصالحة تجد أثرها وخيرها عليك في بيتك, من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فالحمد لله أنك وجدت إمرأة تطبخ لك وكم من إمرأة تمردت علي زوجها, وإذا رأيتها قد غسلت لك ثوباً أو أحسنت إليك أو جائت لك بالشئ قلت جزاك الله كل خير أمام أولادها تثني عليها وتجلها فأولادك يجلونها, ثم هي تقابلك بالإجلال فإذا بأولادك يجلوك ويحبوك ويحبوها ويكرموك ويكرموها, وإذا بالبيت تنتشر فيه الرحمة وينتشر بينهم الحب والود الذي ينبغي أن تقوم عليه بيوت المسلمين, نعم الرجال قوامون علي النساء ولكن هناك آداب وشمائل زين الله بها أهل التقوي فإذا لم نكن طيبين بأخلاقنا وشمائلنا لأهلنا ولحمنا ودمنا فلمن نكون, وإذا لم تكن بيوتنا مبنية علي المحبة والإلفة فأين تكون الإلفة والمحبة, ومهما تكون من زوجتك من إساءة فإصبر عليها. 

 والعكس بالعكس فإذا أصبح الرجل يحس أن أقل غلطة لا تغتفر وأنها إذا ذلت بلسانها قام فسبها وشتمها وربما أمام أطفالها, من أعظم العيب وأقبحه أن المرأة تكون بنت الخمسين والستين وإذا بزوجها يسفهها أمام أولادها, من أقبح العيب والله أن يكسر خاطرها ويهين كرامتها أمام أولادها, وهذا والله ليس من العشرة بالمعروف, راقب أفعالك وراقب تصرفاتك, إذا أردت السعادة تحتاج منك إلي ثمن كبير وتحتاج منك إلي تضحية, كانوا الصالحون يؤذون من زوجاتهم ويضهدون فلا يسمع منه إلا الخير.

الصبر علي أذي الزوجة

يقول أحد الصالحين كانت إمرأته كانت تسبه وتشتمه وتهينه, ومع ذلك كان صابراً, المرأة إبتلاء من الله, ولربما يبتليك الله بها حتي بالإحتقار وأنت كريم, كان رجل من العلماء في المدينة وقاغل لزوجته ذات يوم وكانت تهينه, قال لها تهينيني؟!! هلا دخلت المسجد ونظرت إلي الناس؟ فجائته في المسجد ونظرت وإذا بالأمة أصغت إليه وأطرقت بروؤسها, ثم لما رجع إلي البيت قال لها هل رأيت؟ قال وماذا رأيت, رأيت الناس في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم خاشعين إلا أنت, كلهم خاشعين إلا أنت :) تصيح وتلغي وتفعل وتفعل, لأنها تنظر بعين النقد, المرأة إذا نظرت لزوجها بعين النقد فنسأل الله السلامة والعافية. فالمقصود هو الصبر ولابد من التجمل وإحتساب الأجر, يبتليك الله في زوجتك لدرجة في الجنة لا تبلغها بكثرة صلاة ولا سجود, فتدخل إلي البيت فإن سمعت خيرا فقل الحمد لله الذي رزقني زوجة تخاف الله, وإذا رأيت غير ذلك فقل اللهم لا حول ولا قوة إلا بك, اللهم إهدها اللهم أصلحها, فإذا بأولادك يحبوك ويكرموك, يقولون عن رجل من العلماء أنه دخل عليه أحد طلابه, فوجد عنده إبناً باراً عجب من بره, فقال له أتعجب من بره, والله لقد عشت مع أمه عشرين أو ثلاثين عاماً ما تبسمت في وجهي يوماً قط, فصبرت فعوضني الله ما تري.

البيت مدرسة وعلينأ ان نتقي الله في أفعالنا وأقوالنا وما يصدر منا خاصة أمام الأبناء وأمام البنات