عائلة الهبل بدقادوس "المجبراتي"

عائلة الهبل بقرية دقادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية دقادوس أو قسم ثاني ميت غمر هي امتداد عمراني لمدينة ميت غمر, ولا يفصل بينها وبين المدينة سوى شريط قطار السكه الحديد, اليوم سنتكلم عن ما قبل وجود المستشفيات بمدينة ميت غمر ودقادوس والقري التابعة, فقد لايعرف الكثيرون عن بلدة دقادوس إلا أنها بلدة الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي‏,‏ عرفت أيضا بوجود عائلة من الاخصائيين في تجبير العظام‏,‏ عرفت باسم عائلة الهبل‏.‏ ولم يكن أطباء العظام قد عرفوا بعد‏,‏ وإنما كانت هذه العائلة وعائلة برسوم في القاهرة هما اللتان تتوليان تجبير كسور المصريين في مصر في فلك الزمن‏,‏ فيرسل المكسورون في طلبهما‏,‏ أو يحملون اليهما‏,‏ وكانت مهارتهما في تجبير الكسور مهارة فذة‏!‏

عائلة الهبل بقرية دقادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية 

دقادوس أو قسم ثاني ميت غمر هي امتداد عمراني لمدينة ميت غمر, ولا يفصل بينها وبين المدينة سوى شريط قطار السكه الحديد,  اليوم سنتكلم عن ما قبل وجود المستشفيات بمدينة ميت غمر ودقادوس والقري التابعة, فقد لايعرف الكثيرون عن بلدة دقادوس إلا أنها بلدة الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي‏,‏ عرفت أيضا بوجود عائلة من الاخصائيين في تجبير العظام‏,‏ عرفت باسم عائلة الهبل‏.‏ ولم يكن أطباء العظام قد عرفوا بعد‏,‏ وإنما كانت هذه العائلة وعائلة برسوم في القاهرة هما اللتان تتوليان تجبير كسور المصريين في مصر في فلك الزمن‏,‏ فيرسل المكسورون في طلبهما‏,‏ أو يحملون اليهما‏,‏ وكانت مهارتهما في تجبير الكسور مهارة فذة‏!‏

ماذا كان يفعل الذي يصاب بالكسر يومئذ هناك عائلة أشهر من النار علي العلم كما يقال بدقادوس يعرفها الصغير قبل الكبير وهي عائلة الهبل بدقادوس ويحكي أحد الأشخاص,  ما كان يحدث زمان في القرية "دقادوس" بمركز ميت غمر عندما كان يصاب أحد من أبنائها بأي كسور أو إلتواء أو شرخ وكان الأهل يقومون بنقله فورا إلي مدينة دقادوس وهي بلدة الشيخ الشعراوي وكانت بها أسرة يطلق عليها " عائلة الهبل " أو عائلة المجبراتي ، ومازالت موجودة حتي الآن وهي متخصصة في التعامل مع هذه الكسور بشكل كان يجعل من يصاب بأي من هذه الكسور لايذهب إلي المستشفي ويتكلف أشعات وخلافه بل كان يذهب علي الفور إلي عائلة الهبل هذه لتتولي علاج كسوره ووضع الجبائر المناسبة لها بصورة تؤكد أنهم أكفأ من أحسن طبيب عظام، ولم نكن نجد أي خطأ من جانبهم في التعامل مع أي كسور في العظام كما يحدث الآن إذا تعامل معها بعض الأطباء قليلي الخبرة. ومن الجدير بالذكر أنه مازال هناك مكانين إثنين إلي الأن بدقادوس أحدهم أمام مجمع الشعراوي "الحج عز الهبل" والأخر بجوار أحمد عفيفي للسيراميك أمام مدرسة علي ابن أبي طالب الإبتدائية "الحج نبيل الهبل".

ومن الجدير بالذكر أنه قد كان أحد أفراد أسرة الهبل في دقادوس هو الذي عالج سعد زغلول عندما كان عائدا من الغيط علي حماره يوم‏11‏ سبتمبر‏1916,‏ فعثر به حماره‏,‏ وهوي إلي الأرض‏,‏ هوي سعد زغلول معه‏,‏ ولما أراد سعد النهوض لم يستطع‏,‏ فعلي حد قوله‏:‏ انقلب الحمار علي وجاءت رجلي تحته‏,‏ ثم أدركني من خلفي‏,‏ وأعانوني علي النهوض‏,‏ وأحسست بعسر حركة رجلي اليسري‏,‏ ولم أنم طوال ليلي لشدة الألم‏!‏ حيث كان سعد زغلول وقتذاك يقيم في عزبة مسجد وصيف التابعة لمركز زفتي‏,‏ وهي التي ورثتها زوجته صفية زغلول عن والدها مصطفي فهمي باشا‏.‏ ويقول سعد زغلول إنه أرسل في طلب برسوم المجبر من القاهرة‏,‏ فقيل له إن بناحية دقادوس مجبرا‏,‏ فأرسل في طلبه‏,‏ فحضر‏,‏ وكان معه ــ كما يقول سعد ــ سائلا في زجاجة‏,‏ فدلك رجله‏,‏ وربطها‏,‏ وقال له إن المشي أحسن لها‏,‏ وإن الحركة تبدأ أن تعود لها بعد مين وانه سيعود للغيار بعد باكر‏.‏ وهو ما حدث تماما‏,‏ اذ عادت الحركة الي رجل سعد زغلول بالفعل وشفي ــ الأمر الذي يوضح مهارة هؤلاء الأطباء الشعبيين‏,‏ الذين كان يلجأ إليهم الفقير والغني‏,‏ والخفير والوزير‏.‏

عالم الطب لا يقتصر علي الأطباء فقط

فمنذ مايقرب من ثماني سنوات عندما كانت شقيقتي الكبري تعاني من آلام مبرحة في العمود الفقري بسبب الإنزلاق الغضروفي الذي أصاب عدة فقرات لديها، وبعد أن إحترت بها لدي كثير من الأطباء وتأثرت معدتها بكثرة الأدوية التي تناولتها وكان معظمها مسكنا للألم، تفاقمت الحالة ووصلت إلي مايشبه الشلل التام مما أثر علي عضلات قدميها ولم تعد تستطيع المشي بعد أن بدأت هذه العضلات في الضمور، وجاءني من ينصحني بالذهاب إليه لكي يعالج هذه الانزلاقات الغضروفية بدون أية أدوية لكنني كنت أرفض الفكرة في البداية لقناعتي بأن مافعله الأطباء معها لم يأت بنتيجة مرضية ، فكيف سينجح رجل يمارس مهنة الطب الشعبي كما يقولون في علاجها.

 لكن مع ازدياد الحالة سوءا ذهبت إليه وكانت المفاجأة أنني أمام رجل بسيط لكنه كان يعلم بكل تفاصيل الهيكل العظمي للإنسان ويعلم أكثر تفاصيل العمود الفقري وتأثير أي إنزلاق لأي فقرة فيه، وبدأ يتعامل مع الحالة باستخدام عصا صغيرة مقوسة بشكل معين يتمكن من خلالها إعادة الغضروف المنزلق مرة أخري إلي مكانه دون أي آثار جانبية ويبدأ المريض بعدها في الشعور بالراحة وعودة الحياة بعد رجوع الانزلاق الغضروفي إلي أصله، وفوجئت بشقيقتي تسير علي قدميها مرة أخري بعد أن فقدت هذه النعمة لمدة عام ونصف. وعلمت من الشيخ جمال ربيع ، وهذا اسمه ، أنه قد تدرب علي هذه العملية وورثها أبا عن جد ، وقبل أن أكتب عنه تحدثت مع نقيب الأطباء السابق د/حمدي السيد عما شاهدته ليفاجئني وقتها بأنه هو شخصيا قد ذهب إليه ليعالج له آلاما مشابهة في العمود الفقري عجز زملاؤه من الأطباء في القضاء عليها ، وطالب د/حمدي السيد أن يتم تدريب طلاب كلية الطب علي التعامل مع الهيكل العظمي للإنسان بنفس الطريقة التي تدرب عليها الشيخ جمال ربيع مع والده وجده ، وأنه سيطلب من المجلس الأعلي للجامعات وكذا قطاع كليات الطب أن يبحثا ذلك لأن الطب كلما قل فيه التدريب العملي فلن تكون نتائجه مجدية بشكل كبير عند التعامل مع المرضي.

الانزلاقات غضروفية بالعمود الفقري التي يعاني منها ملايين المرضي في مصر

ويحكي أيضاً وكيل لجنة التعليم الأسبق في مجلس الشعب/ المندوه الحسيني  ليؤكد هو الآخر أنه سافر للخارج لكي يعالج 7 فقرات من عموده الفقري وأنفق عليها مايزيد علي 100 ألف جنيه لكن دون فائدة وعندما جاء لجمال ربيع هذا والذي تعامل بفطرته مع الانزلاقات الغضروفية الموجودة لديه زالت كل الآلام التي كان يشعر بها ذهبت لجمال ربيع لزيارته ليفاجئني بأنه مستعد وبدون مقابل للذهاب إلي أي مكان في مصر للتعامل مع مثل هذه الحالات الخاصة بالهيكل العظمي للإنسان أو أية انزلاقات غضروفية بالعمود الفقري التي يعاني منها ملايين المرضي في مصر الآن لكي يقوم بعلاجها وتدريب أي طالب طب عليها إذا أرادوا ذلك ويؤكد أنه مستعد للدخول في منافسة مع أطباء العظام في هذا الشأن ونجعل التجربة خير دليل وتركته لأكتب هذا المقال ليس ترويجا له لكن للتأكيد علي ضرورة الاهتمام بالتدريب العملي لأطباء العظام في المقام الأول وأؤكد أننا لن نخسر شيئا إذا جاء التدريب من خلال رجل مثل هذا ولنجعل التجربة خير دليل للتأكيد علي ضرورة التدريب الجيد في هذا المجال وأن العبرة ليست بالشهادة حتي ولو كانت بكالوريوس كلية الطب.