عالم واحد مليء بالصحة والسلام

SHARE:

عالم واحد مليء بالصحة والسلام لكي نشفي ونطور صحتنا الجسدية، العقلية والروحية، نحتاج لإعادة توجيه أسلوب حياتنا


عالم واحد مليء بالصحة والسلام

عالم واحد مليء بالصحة والسلام


أكل الإنسان وطريقة أكله بالميزان
تصنع مصير وقدر الأمم والأوطان

الثورة الحيوية البشرية:

إن البشرية في العصر الحديث تواجه مشكلات حيوية كبيرة جداً... والمشكلة المصيرية الأكبر التي تواجهنا اليوم، ليست سياسية، اقتصادية، دينية أو فكرية... بل هي مشكلة أخطر: هل يستطيع الجنس البشري أن يبقى على قيد الحياة في هذا الكوكب، أم أنه سيستمر بالتحلل والتدهور السريع حتى ينقرض في النهاية؟ هناك طوفان مثل طوفان نوح ينتشر ويهدد كل المجتمعات الحديثة... من قرية إلى قرية.. مدينة.. دولة.. قارة... الناس في كل مكان يعانون الأمراض المنتشرة كالوباء، مثل أمراض القلب، السرطان، السكري، الأمراض العقلية، العقم، الإيدز... وغيرها من الأمراض الانحلالية وأمراض نقص المناعة.

لا يوجد أحد يعيش في هذه الحضارات الحديثة بمعزل عن التدهور الحيوي العالمي... من الطفل الوليد إلى الكهل الكبير، رجال الأعمال وربات المنازل، العمال البسطاء والقادة العظماء، الشحاذون وأصحاب المليون... البيض والسود... في الشرق والغرب... غني أو فقير.. رجل أو امرأة.... مسلم أو مسيحي أو بوذي... رأسمالي أو شيوعي..  كل شخص أمام الاختبار في هذا الوقت الحامل للدمار...والسياسات الحكومية، التعاليم الدينية، البرامج الثقافية، والأنظمة الاجتماعية... كلها غير قادرة على مواجهة هذا التحدي الكوني... وأفضل حل يمكن أن تخترعه المجتمعات الحديثة من خلال التقنية الحيوية هو زراعة الأعضاء والأعضاء الصناعية، وفي النهاية ستقود الهندسة الوراثية إلى سلالات بشرية صناعية !

إذا أردنا المحافظة على صفاتنا وروحنا البشرية، لنكمل تطورنا الطبيعي على هذه الأرض، من الضروري أن نكرّس كل جهودنا وقلوبنا لإعادة بناء البشرية على كل المستويات: الأفراد، العائلة، المجتمعات، الأمم والعالم... عندما ينعكس مسار التدهور الحيوي، سيظهر عالم جديد مستنداً على قاعدة حيوية قوية، حاملاً اتجاهات اجتماعية وفكرية وروحية جديدة... وإلا فلن يكون هناك أي سلام في العالم ولا أي أمل لأجيال المستقبل...

إعادة بناء وتوجيه الفرد:

لكي نشفي ونطور صحتنا الجسدية، العقلية والروحية، نحتاج لإعادة توجيه أسلوب حياتنا... بالطرق التالية:

1- علينا أن نراقب ونتأمل حياتنا اليومية... هل نحن نركض فقط وراء المتع الحسية والراحة العاطفية، وننسى قدرتنا الفطرية الأصلية لتحقيق سعادة أعظم وحرية أسمى ؟
2- علينا أن نراقب أكثر طعامنا وشرابنا اليومي، والتأكد أن وجباتنا فعلاً متوازنة وقادرة على إنتاج أفضل نوعية من الدم والخلايا وأيضاً إنتاج أفضل حالة عقلية وروحية.
3- علينا أيضاً أن نراقب أفكارنا وسلوكنا، تجاه أهلنا وعائلتنا وأصدقائنا وبقية الناس... هل احترامنا ومحبتنا فعلاً مكرّسة من القلب، وهل سلوكنا تجاههم حقاً يخدم صحتهم وسعادتهم ؟
4- علينا أيضاً أن نراقب توجهنا كمجتمع، هل نحن نبني مجتمعات وحضارات متناغمة مع نظام الكون والطبيعة، أم أننا ببساطة وجهل نهمل البيئة الطبيعية ؟
5- أخيراً، علينا أن نراقب فهمنا للكون: هل نعرف فعلاً من أين أتينا، والى أين سنذهب في هذا الكون اللامتناهي ؟

إن بداية شفاء النفس من كل المشاكل والهموم الشخصية، بما فيها المشاكل الجسدية والعقلية، تكمن في فهمنا للنظام الدائم بين طاقة الأنثى والذكر، تغيرهما الثنائي المتبادل الذي يحكم كل ظاهرة في الكون. هذه البوصلة بين الأنثى والذكر ستساعدنا على شفاء ذاكرتنا الفطرية الأصلية وعلى فهم نظام الكون اللامتناهي وآلية التغيرات فيه وكيف تتجسد في حياتنا البشرية ونشاطاتنا اليومية. لكي نحرر أنفسنا من كل المشاكل الجسدية والعقلية، والانتقال من التدهور والانحلال إلى الصحة والسعادة، علينا أولاً أن نطبق فهمنا للأنثى والذكر في نظام طعامنا اليومي:

كيف نختار ونحضر ونتناول طعامنا وشرابنا من خلال الطعام السليم سيقوى ويشفى دمنا وجسمنا... وبعدها ستأتي الصحة العقلية والروحية بشكل طبيعي. هكذا نستطيع الحفاظ على صحتنا الجسدية وتجنب كل الأمراض الخطيرة والإعاقات، دون أي وسيلة حماية ووقاية إلا الطعام السليم المتوازن...  نستطيع بناء فكر مستقر وذكاء خارق وتجنب كل الأوهام والأمراض العقلية، دون أي تدريب خاص فكري أو نفسي... نستطيع وبسهولة فهم أي موضوع أو علم نريد تعلمه، بمجرد استخدام بوصلة الأنثى والذكر... دون الحاجة لأي جهود عظيمة عقيمة !
نستطيع أن نحمل روحاً من المحبة تجاه الناس ومنسجمة مع بيئتنا، دون الحاجة لأي نظام تعليمي خاص... نستطيع التخلص من كل نوايا وأفكار الدمار والعنف، دون تطبيق أو فرض أي قواعد أو وصايا أو قيود على أنفسنا. نستطيع الحصول على روح الخير والطموح وتحمل أي صعوبة بامتنان دون أي خبرات خاصة. نستطيع أن نختبر ونعيش وحدتنا واشتراكنا مع كل كائن وكل ظاهرة محيطة بنا دون أي تدريب أخر.. الطعام حقاً يصنعنا... إذا كانت تغذيتنا مناسبة، سنكون طبيعياً في طاقة جسدية أكبر، وراحة عاطفية أعمق، ومستوى روحي أعلى...  إذا كان طعامنا اليومي غير مناسب، ستتراجع صحتنا، ستضطرب عواطفنا ومشاعرنا، وتتشوش أرواحنا...

المشاعر الشخصية، العلاقات الاجتماعية وطريقة تعاملنا مع أي مشكلة... كلها تتأثر بما نأكل. عندما نشعر بأي إحباط أو ارتباك، عندما نواجه أي مشكلة أو صعوبة، علينا أولاً أن نراقب ونتمعن ماذا كنا نأكل ! عاداتنا الجسدية والفكرية، إضافة إلى ميولنا الفكرية وقدرات وعينا، كلها تعتمد على أكلنا عبر فترة طويلة، من المرحلة الجنينية مروراً بالطفولة انتهاءً بهذه اللحظة.  هكذا يكون تغيير طعامنا هو تغيير كامل شامل لنا أيضاً... إننا نصنع قدرنا ومصيرنا من خلال الطعام... بوعي أو دون وعي...

هناك ثلاث مراحل للأكل على مستوى الفرد:

1- الأكل من أجل شفاء الأمراض الجسدية والفكرية:
في هذه المرحلة من الأكل، طريقة الأكل بما فيها اختيار الطعام وطريقة تحضيره وأسلوب تناوله، يجب أن تكون مراقبة بدقة حسب النصائح الغذائية الشخصية الموضوعة لشخص محدد أو حالة محددة. تماشياً مع تطوير فهمك للأنثى والذكر وقواعد التوازن، يجب أن تتبع هذه الطريقة في الأكل وهي أكثر طريقة التزاماً، إلى أن تستقر الحالة الصحية ويعود التناغم مع البيئة. وتشكل هذه المرحلة أول خطوة بالنسبة لكثير من الناس في المجتمع الحديث، وعندما نستعيد الصحة الجيدة، ننتقل طبيعياً إلى المستوى التالي.

2- الأكل للحفاظ على الصحة والنشاط الحيوي: في هذا المستوى، على طعامنا أن يكون أوسع في التنوع وطرق التحضير. ممكن أن يتذبذب ضمن مجال معقول من التوازن، حسب النشاطات الشخصية ومتطلبات المجتمع. الطعام الرئيسي، الحبوب الكاملة ومنتجاتها، يجب أن يبقى الطبق الأساسي في وجباتنا اليومية، مع كل بقية الأطباق كمكملات. والحساسية تجاه تغير الفصول، وظروف المناخ، تغيرات الطقس اليومية وغيرها من عوامل البيئة... ستصبح أقل وأصفى، لأن قدرتنا على التكيف مع محيطنا تنمو وتتطور. 3- الأكل لتطوير وتحقيق حلمنا:

في هذا المستوى الناتج طبيعياً عن المستوى السابق، تصبح طريقتنا في الأكل فطرية وتعتمد أكثر على الحدس. نضبط بحرية أنواع الطعام وكميته وتحضيره ووقت تناوله حسب الحلم الذي نتمنى تحقيقه في الحياة. كل طعام وكل طريقة تحضير لها تأثيرات جسدية وفكرية محددة. بمعرفة هذه الخصائص، يمكننا بحرية تنظيم أكلنا اليومي للحفاظ على أعلى مستويات الصحة والحكمة وحسن القرار، لفهم غايتنا في الحياة وتحقيق حلمنا... طريقة الأكل هذه تعتمد فعلاً على حريتنا المطلقة، وهي أرقى الفنون التي من خلالها نستطيع تحرير أنفسنا في كل مجالات الحياة... كمثال:

لتكون متديناً وأكثر روحانية، تناول طعاماً نباتياً يتضمن الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضار والفواكه مع أقل كمية ممكنة من المواد الحيوانية.
لتكون اجتماعياً ورجل أعمال، تناول أغلب طعامك نباتياً بما فيه الحبوب الكاملة والبقوليات، مطبوخاً بطريقة نظامية، لكن بتنويع أكثر في طرق الطهي، مع إضافة قليل من المواد الحيوانية.
لأداء الأعمال الجسدية الشاقة، تناول كمية أكبر من الطعام، بما فيها الحبوب الكاملة، البقوليات والخضار، والمواد الحيوانية، مطبوخاً جيداً، مع كمية أكبر من السوائل.
لتكون أكثر نشاطاً فكرياً، تناول الحبوب الكاملة، البقوليات والخضار، مع إضافات نادرة لقليل من المواد الحيوانية والفواكه.
لتكون أكثر حساسية ورقة وشاعرية وأكثر إبداعاً في الفن، تناول معظم طعامك نباتياً، بما فيه السلطات النيئة. يمكن إضافة الفواكه، أيضاً مع زيادة قليلة من السوائل وكمية قليلة جداً من المواد الحيوانية إذا أردت.
لتكون نشيطاً جسدياً، تناول طعامك بانتظام... لتكون نشيطاً فكرياً، كل كمية أقل.
لتكون عنيفاً ومحارباً شرساً وقاسياً، تناول زيادة من المواد الحيوانية والسكر مع عدة أنواع من الطعام المحضر بطريقة عشوائية.

عندما نكون مرضى جسدياً أو عاطفياً، لا نكون قادرين على التمتع بحياتنا على هذه الأرض. نحتاج جميعنا إلى استعادة صحتنا بأسرع وقت، ونبدأ بملاحقة حلمنا المشترك: خلق عالم واحد مليء بالسلام... مع عديد من الأشخاص الآخرين السليمين صحياً أيضاً. الحياة هي لا شيء سوى تجسيد لا نهائي لحلمنا اللانهائي... من المدد إلى المدد... إذا كنا لا نقوم بذلك، فنحن مريضين فعلاً وبشدة ومفصولين عن النداء الأعمق لقلوبنا...

إعادة بناء وتوجيه العائلة والمجتمع:

العائلة السليمة صحياً هي أعظم بركة... والعائلة المريضة هي أكبر مصيبة... عندما يمرض شخص واحد، فإن كل العائلة تعاني، وعندما تعاني عائلة واحدة، فإن المجتمع كله يصبح غير مستقر... العائلة التي فيها شخص مريض، كانت غير متوازنة لفترة معينة...
المجتمع الذي فيه كثير من العائلات المريضة، كان مضطرباً ومشوشاً لفترة طويلة. 

المرض.. الجسدي والفكري... لا ينشأ أبداً دون سبب... والسبب الأساسي في كل الحالات، هو طريقتنا غير منتظمة في الحياة. المرض هو إنذار من الفطرة فينا، صوت الألوهية داخلنا... يخبرنا أن طريقتنا في الحياة غير متناغمة. على الشخص الذي يعاني من المرض أن يراقب ويتأمل بعمق... ويعتذر لنفسه ولعائلته ومجتمعه والكون... المسايرة والمواساة  العاطفية بما فيها تقديم الزهور والفواكه أو الحلويات والشوكولا للشخص المريض لا تساعده أبداً أبداً. المرضى يحتاجون اهتمامنا العميق وعنايتنا الدافئة لإرشادهم إلى فهم أفضل لسبب معاناتهم... يحتاجون منا أيضاً إرشادهم وإلهامهم إلى الغذاء الأفضل الذي سينهي معاناتهم دون أي مشاكل إضافية، ويشكل أساساً لطريقة الحياة التي يحتاجون إتباعها من الآن فصاعداً.

أهم شيء نفعله، هو توجيه بناء العائلة والمجتمع للمحافظة على أفضل صحة في أفرادها. وللمحافظة على العائلة في حالة صحية جسدية فكرية وروحية، ليس من الضروري أخذ استشارات دائمة ولا أخذ أي معالجة خاصة من طبيب العائلة. أفضل طريقة تقليدية هي ببساطة جمع أفراد العائلة بانتظام لتناول وجبات الطعام المحضر حسب نظام الطبيعة وفي جو مليء بالحب. عادة تكون الأم هي مركز الأسرة، وهي الأكثر إدراكا لصحة كل شخص يومياً، بالرغم من أن أي شخص ناضج جسدياً وفكرياً يمكن أن يطهو الطعام اليومي.

من خلال محبة الأم وخبرتها في المطبخ، يمكن للعائلة الحصول على فوائد غير محدودة. على الطاولة، نراقب بشكل دوري حالة كل شخص الجسدية والفكرية، نعرضها للضوء مع روح المرح، ويمكن جعل الوجبات تتلاءم مع المتطلبات الشخصية للجميع وإضافة أفضل التوابل والبهارات والزخرفات. ويمكن تحضير أطباق خاصة لأفراد معينين بالعائلة.

خلال الوجبة، يتبادل كل فرد ويشارك أفكاره اليومية وتجاربه في حوار متناغم، خالقاً روحاً من الصداقة والاحترام المتبادل. وبنتيجة طبيعية بما أن العائلة تأكل نفس الطعام، فإن نوعية متشابهة من الدم تتكون في أفرادها وبالتالي تصبح الأفكار أيضاً متناغمة. وعبر الوقت، تصبح العائلة كياناً واحداً موحداً، يتشارك كل أفرادها بحلم وقدر واحد في الحياة... دون تناول وجبات كاملة متوازنة معاً، لا يمكن وجود أي وحدة حيوية، نفسية أو اجتماعية، والتي هي أساس روح العائلة... البيت يصبح مجرد مكان إقامة مشترك... عندما يأكل أفراد العائلة بطرق وأوقات مختلفة، يبدأ الانقسام وعدم الرضا بالانتشار بينهم... تبدأ الشخصيات والآراء بالاختلاف والتصادم، وينتهي الأمر بفقدان التفاهم والتعاطف والرحمة بينهم... بالرغم من احتمال وجود عوامل مسببة أخرى، يبقى السبب الرئيسي لزيادة الخلافات والانفصال والجدال، والطلاق بين المتزوجين، وانحلال وتفكك الأسرة الحديثة... هو افتقاد الوجبة المشتركة المحضرة في البيت. بنفس الطريقة، في الحياة الاجتماعية، إذا كان معظم الناس لا يتناولون وجبة متوازنة جيدة فإن الفوضى الاجتماعية تسود.... وفي هذا المجتمع يزداد عدد المرضى الذين يعانون جسدياً وفكرياً.

ومع تفكك الحياة العائلية، يصبح كثير من الناس غير قادرين على مساعدة أنفسهم، مما يؤدي إلى زيادة مستمرة في أنظمة الخدمات الاجتماعية، بما فيها تعويضات البطالة، الضمان الاجتماعي، وغيرها من برامج التقاعد والتعويض... التجهيزات الطبية وأعضاؤها والضمانات الصحية الخاصة والعامة عليها أن تتوسع باستمرار... تزداد المشكلات النفسية والسلوكية، مما يستدعي بناء مراكز أكبر للصحة العقلية، وبرامج تثقيف لعلاج المرضى، وسجون جديدة مع موظفين لإعادة تأهيل المساجين، وأنظمة قانونية قضائية أعقد وأكثر تكلفة، وحكومات وسلطات قوية لتدير كل هذه الأنظمة !!

إن بنية وعمل المجتمعات الحديثة مرتكزة على الخوف والشكوك، على القلق والتوتر وفقدان الأمان.. العلاقات البشرية صارت ملونة بعدم الثقة لأن كل الناس يعانون من الأوهام والأكاذيب التي يفرضها كل شخص على ذاته. الطمع والأنانية يسودان الحياة الاجتماعية وكل شخص يصبح مقاتلاً ومدافعاً عن ممتلكاته ومصالحه الخاصة... وللتحكم بهذه الطريقة من الحياة العنيفة، يحتاج المجتمع لصنع أنظمة وأجهزة تعليمية، سياسية، اقتصادية، دينية وعسكرية، لتنظيم وضبط الحياة اليومية من خلال القوانين والأخلاقيات والضرائب والقواعد والقوة والعقوبة... 

التدريس والتدريب في كل المجالات صار آلياً يصنع قوالب متماثلة لكل الناس، حيث كل شخص يتم تعليمه نفس المفاهيم ليواجه نفس المتطلبات العامة... هكذا نضحي بالحرية الشخصية والتعبير عن النفس والإبداع كله خلال هذه العملية. وكلما ازداد عدد المرضى في المجتمع، ازدادت جهود تنظيم المجتمع والتحكم بحياتنا... وبنفس الوقت، انتشار التدهور الجسدي والفكري يسبب ضعفاً سريعاً في بنية المجتمع ذاته. وفي النهاية، مع ازدياد الناس المرضى، العائلات المريضة، والمجتمعات المريضة، الغير قادرة على دعم نفسها اقتصادياً، والغير قادرة على حكم نفسها بنجاح بسبب القادة المرضى أو الفاقدين للرؤية والحكم السليم: تنهار الحضارة.

الثورة الحيوية:

خلال القرن العشرين، بدأت المجتمعات الحديثة تتدهور بسرعة نتيجة الأسباب الحيوية المذكورة... ورغم أن وسائل ومقاييس الحماية والوقاية من الأمراض تزداد باستمرار لكنها أثبتت فشلها... التعاليم الدينية تفقد تأثيرها على الناس، القواعد الأخلاقية والعادات العريقة لم يعد لها وجود، ونتيجة هذا لم يعد يوجد أي مبادئ مشتركة، أو فلسفة أو قيم يمكن للناس أن يعيشوا عليها. التعليم الحديث فقد روح الاحترام للمعلمين والتعليم، وفقد الحب للتلاميذ، ولم يعد يعطي التلاميذ أي فهم للحياة. المؤسسات الطبية تعاني من النفقات الباهظة، والعلاجات غير الفعالة، والعدد المتزايد بلا نهاية من المرضى... العائلات تتفكك باستمرار وبسرعة، الجرائم الفردية والحروب تتراكم...

في هذه الأزمة الحديثة، كل الأساليب التاريخية لتغيير المجتمع أثبتت فشلها، بما فيها التعاليم الدينية والروحية، البرامج التعليمية والاجتماعية، المفاهيم العلمية والفلسفية، والأنظمة الاقتصادية والسياسية.
الفلسفات الإنسانية مثل تلك التي تطورت خلال النهضة الأوروبية، إعلانات الاستقلال والحرية مثلما رأينا في تاريخ أميركا، الثورات التي حصلت مثل الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، الإصلاحات التي حصلت في البروتستانت والبوذية، المعتقدات والأيديولوجيات مثل الشيوعية، التطورات العلمية والتكنولوجية مثل السفر في الفضاء والحواسيب... كل هذه الحركات أو التعبيرات الاجتماعية غير قادرة على إنقاذ الإنسان الحديث من تدهوره السريع.
خلال الأزمات الماضية، راجعت البشرية نفسها وقامت بتنقية ذاتها وحققت الشفاء...
سيدنا إبراهيم طهر النفوس بالزيت... والتعميد بالماء قام به يوحنا المعمدان على نهر الأردن. الخلاص والتحرير مع الروح القدس كان يمارسه السيد المسيح والمسيحيين الأوائل... الآن حان وقت أحدث طريقة أساسية لتنقية البشرية وتغيير مصيرنا: وهي التجديد الحيوي لدمنا وأعضائنا، لخلايا جسمنا وعقلنا...
التحول الحيوي للبشرية هو ثورة مسالمة تماماً، لا تحتاج أي قوانين وشرائع أو عنف وحركات كبيرة من الحشود... وهي أيضاً أكبر ثورة كونية، قادرة على تغطية العالم والانتشار عبر الأمم والأعراق والأديان والأيديولوجيات والحدود بين الثقافات... إنها تنتشر من شخص إلى شخص، من منزل إلى منزل، من مجتمع إلى مجتمع، ومن بلد إلى بلد... تبدأ في كل مطبخ وتنتهي بتحقيق عالم واحد موحد مليء بالسلام.

في المستوى الاجتماعي، هدف الماكروبيوتيك هو قلب مسار التدهور الحيوي، وتحقيق عالم واحد مليء بالسلام، وضمان التطور اللانهائي للبشرية... 
المسار الجديد سيتطور طبيعياً في سلسلة من الخطوات المترابطة:
أولاً، سنستعيد فهمنا الفطري البديهي للبشرية، أصلنا ومستقبلنا، مكاننا وعلاقتنا بنظام الكون، وتطبيقه العملي في حياتنا اليومية.
ثانياً، سنشفي غذاءنا ونستعيد صفاته المتكاملة من خلال الانتقال إلى الأنظمة الزراعية العضوية والأقرب إلى الطبيعة، واستخدام الطرق التقليدية البسيطة في تحضير الغذاء. 
ثالثاً، التوزيع العالمي لهذه المنتجات الغذائية وتحضيرها حسب مبادئ الماكروبيوتيك سوف يبدأ.
رابعاً، انتشار الطعام الملائم وطرق الطبخ السليمة ستسرّع شفاء كل شخص جسدياً وفكرياً، وشفاء العائلة، والمجتمع.
خامساً، خلق القاعدة الحيوية الصحية سيقود لتطوير توجه جديد في المجتمع، بما فيه التعليم، الطب، الاقتصاد، السياسة، والروحانية أو التديّن.
سادساً، تطور المجتمع المتناغم مع البيئة الطبيعية سيقود لتفكيك وإزالة وسائل الحماية والحرب المدمرة الغير ضرورية، من خلال رفع تدريجي طبيعي لمستوى الوعي من المستويات الدنيا من الخوف والقلق.
سابعاً، سيتم تأسيس مجتمع موحّد يشمل العالم كله، وفيه كل شخص قادر على التمتع بالصحة والسعادة والحرية، من خلال الإزالة التدريجية لكل الحدود الصناعية.


حكومة فيدرالية عالمية:

مراجعة تاريخية:
منذ بداية التاريخ المسجّل، سعى الجنس البشري لصنع مجتمع مسالم ويعيش السلام.. وهذه الرغبة لم تظهر في الناس المحبين للسلام والرافضين للحرب فحسب، بل أيضاً في الناس الذين خاضوا الحروب ليحققوا السلام.. 
حتى الاسكندر الكبير، جنكيز خان، نابليون وغيرهم من القادة العسكريين قد حلموا بتأسيس إمبراطورية عالمية تعيش بسلام.. جمهورية أفلاطون (370 ق.م)، أوغسطين: مدينة الله (413 م)، يوتوبيا "توماس مور" أو المدينة الفاضلة (1516م)، كامبانيلا: مدينة الشمس (1623)، سفينة هوبي (1651)، حديث "كانت" حول السلام الدائم (1795).. وغيرها الكثير من نظريات ومشاريع المجتمعات المسالمة والمثالية عبر التاريخ.
عندما انتهت الحرب العالمية الأولى (1914_1918) حاملةً الكثير من البؤس والمعاناة، تم تأسيس عصبة الأمم لتفادي الدمار والحروب المستقبلية.. وعندما انهارت عصبة الأمم وحدثت الحرب العالمية الثانية (1939_1945) جالبة دماراً أعظماً في كل العالم، تم تأسيس الأمم المتحدة للحفاظ على السلام والأمن العالمي.
بالإضافة إلى هذه الجهود السياسية، كان هناك العديد من الجهود الدولية لتحقيق السلام من خلال تعاون ديني وإنساني واقتصادي وثقافي..

بالتأكيد العالم يسعى لتحقيق مجتمع عالمي منظم.. وساعدت الأنظمة التعاونية للمساعدات المتبادلة على توحيد أمم وعروق مختلفة، تقاليد وثقافات وأيديولوجيات..
ويسود الآن تعاون عالمي في معظم مجالات الحياة، بما فيها الاتصالات، النقل، استكشاف الفضاء، استعمال الطاقة، الاستشارات الاقتصادية، التطوير الاقتصادي ومشاكل الصحة والرعاية الطبية.
لكن بالرغم من التوجُّه إلى صنع المجتمع العالمي، لا يزال هناك عدة مشاكل هامة علينا أن نحلها لتحقيق عالم واحد مسالم.. الصراعات السياسية بين الدول الليبرالية التحررية والدول الشيوعية، الصراعات الاقتصادية بين الدول المتقدمة والدول النامية، الصراعات الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، المسيحيين والمسلمين، بين الشرائع القديمة والمعتقدات الجديدة... الصراعات الثقافية بين العلوم النظرية والفهم والإحساس الفني... الصراعات التقليدية بين العادات الشرقية والغربية.. 
وغيرها الكثير من الخلافات والصراعات التي تسبب المشاكل وانفصام العالم وتقسيمه في يومنا هذا..

* منذ عام 1945 بدأت محاولات جديّة للتغلب على هذه التقسيمات، خاصة منها التي تهم المصالح الوطنية والقومية، بتشكيل حكومة فيدرالية عالمية. ومن بين المساهمين بتشكيلها: توماس مان، أوبتون سنكلير، نورمان كوزنس، ألبرت أينشتاين، روبرت هتشنز، هنري أوزبورن، وإيدغار كافيرت من بين المفكرين الغربيين.. 
مهاتما غاندي، جواهر لال نهرو، تويوهيكو كاجاوا، جورج أوشاوا وغيرهم من المفكرين الشرقيين....
خلال فترة ما بعد الحرب، تم اقتراح عدة خطط لتأسيس حكومة فيدرالية عالمية، وتمت مناقشتها في برلمانات ومجالس عدة دول... وشجعت كثير من الهيئات التشريعية والسلطات القضائية والمدراء التنفيذيون على تبني هذا الهدف كموضوع أساسي في سياستهم العالمية.

* بين عامي 1945 وَ 1955 ظهرت عدة حركات لتأسيس حكومة فيدرالية عالمية وتكونت هذه الحركات من تيارين رئيسيين:
1. إصلاح دستور ووثيقة الأمم المتحدة لأجل تطوير حكومة فيدرالية عالمية بتحديد نفوذ الحكومات الوطنية.
2. تشكيل هيئة تشريعية مع ممثلين مختارين من قبل مواطني كل بلد.

خلال نفس الفترة، تم اقتراح أكثر من خمسين مسودة لدساتير عالمية من قبل أفراد، منظمات، مجموعات بحث وغيرها من المؤسسات. 
لجنة جامعة شيكاغو المختصة لوضع دستور عالمي نشرت "مسودتها المبدئية للدستور العالمي" والحكومة الفيدرالية العالمية المعروضة ستكون منظمة بدساتير وقوانين سياسية مشابهة لقوانين الولايات المتحدة.
والكونغرس العالمي المقترح سيضم بيتين: بيت يمثل الحكومات الوطنية في العالم، والثاني يتكون من ممثلين منتخبين من الناس.. مثلاً: يتم اختيار ممثل واحد لكل مليون أو خمس ملايين شخص.. 

حدود وعيوب الحكومة الفيدرالية العالمية:

إن تأسيس عالم واحد موحد هو حلم البشرية العظيم منذ عهود، سواء كان بشكل مجتمع عالمي، حكومة ذاتية الحكم أو كومنولث عالمي، أو فيدرالية عالمية.
مهما يكن، حتى لو تم تشكيل حكومة عالمية كهذه، استناداً على بنية سياسية واجتماعية توحّد الدول الحالية وتقسيماتها المتنازعة، لن يمكنها أبداً ضمان السعادة العظمى للبشرية.. المجتمع العالمي مع حكومة مركزية سيقدر على إيقاف الحروب والتدمير العالمي خاصة إذا كانت الحكومة المركزية قوية كفاية للتحكم بكل أسلحة الدمار الشامل بما فيها القوة النووية...
لكن حتى مع تشكيل حكومة عالمية، ستبقى هناك عدة مشكلات دون حل، بما يتعلق بسلامة البشرية وصحتها وحياتها..

* إيقاف الحروب لن ينقص أبداً سبب الحروب.. هذا سيكون معالجة مفيدة للعوارض من أجل تقليل الصراع العالمي مؤقتاً، لكن ما لم يتم علاج سبب الحرب الجذري فسوف تنفجر الخلافات عاجلاً أم آجلاً وبشدة أكبر.
* السلام ليس مجرد غياب الحرب.. بل هو حالة خالية من كل أسباب الحرب.
وحالة مثل هذه ممكنة عندما تعامل الأطراف والمصالح العالمية بعضها كأجزاء متكاملة من عالم واحد، وعندما لا يفكر أي أحد بالعنف كحل ممكن للمشكلات البشرية.
هذه العقلية والوعي لا يمكن تحقيقها من خلال الثقافة الحديثة أو التدريب الاجتماعي، بل من خلال التحسين الحيوي والنفسي للبشرية...
بكلام أبسط: عندما يصل كل شخص إلى حالة جسدية وفكرية خالية من الكوابيس والأوهام، سينتج السلام بشكل طبيعي في المجتمع... أية تغييرات في بنية المجتمع بما فيها تأسيس حكومة عالمية، لن تساعد على تحقيق السلام الحقيقي ما لم يكن هناك جهود موازية لترقية البشرية حيوياً ونفسياً.
في هذا الوقت، مع غياب القاعدة الحيوية المتينة، حتى لو تم تأسيس حكومة عالمية وتم توحيد الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية، ستستمر كثير من المشاكل الجسدية والفكرية.. وستستمر البشرية الحديثة بالتدهور بسبب انتشار أمراض القلب والسرطان، الاضطرابات العقلية والعقم، الإيدز وغيرها من الأمراض المناعية والانحلالية وفي النهاية ستتحلل البنية الداخلية لهذا المجتمع العالمي والعولمة بسبب تدهور الصحة والوعي البشري... وستتبنى الحكومة العالمية نفس السياسات قصيرة النظر المطابقة لسياسة الحكومات الحالية، التي تؤدي لتلويث البيئة، تسميم الغذاء، أزمة الطاقة، إضافة لتفكك العائلة وفقدان ثقة البشر ببعضهم..... سيؤدي كل هذا إلى بؤس البشرية وتحللها بسرعة متزايدة على مقياس عالمي. 
تعميم مقاييس واحدة وقوالب ثابتة للتفكير والتعبير والسلوك هو سلبية أخرى لتأسيس مجتمع عالمي واحد، مثلاً إذا تبنت الحكومة العالمية نظاماً تعليمياً عالمياً، فسينشأ كل أطفال العالم حسب نفس المفاهيم والمبادئ والأنظمة، مما يعيق الذكاء والإبداع الفردي... إذا تم صنع بنى قانونية منتظمة، سيحكم العلاقات البشرية المفاهيم والقوانين بدلاً من الحب والتعاطف والتفهم.

* إذا تم فرض المقاييس الغذائية الحديثة والأنظمة الغذائية القياسية الثابتة، دون الاهتمام باختلافات المناخ والفصول والحاجات الفردية، فإن صلة البشرية بأجدادها وتقاليدها وملايين السنين من التطور سوف تنقطع.

* الطبيعة تزدهر بازدياد التنوع... وما لم نحترم الغنى والتنوع المذهل في الصفات البشرية وقيمها، سيتدهور النظام العالمي الجديد بسرعة..
البذور المهجنة تعطي محاصيل كبيرة ومذهلة على المدى القصير، لكن مع الوقت تصبح أضعف من السلالات المحلية الطبيعية الأصلية... وبنفس الطريقة، المجتمع البشري القياسي الصناعي لن يكون قادراً على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة وسيفنى بسرعة.

دون فهمنا لنظام الطبيعة وقوانين الكون اللانهائي، بما فيها السلوك الغذائي السليم المعدل والموضوع حسب المكان والمناخ وحاجة الفرد، فإن أي تغيير في بنية المجتمع والعالم يمكن في النهاية أن يسبب الضرر أكثر من الفائدة... وكلما صارت الأنظمة العالمية أقوى تزداد معها شدة الخطر.

* إن حلم العالم الواحد المليء بالسلام، أو حكومة عالمية واحدة، خالد ولا يموت أبداً... لكن يمكن تحقيقه فقط من خلال تطور البشرية الحيوي والنفسي والروحي:
أولاً: يجب استعادة صحة كل فرد وكل عائلة وبهذا نقلل المشاكل الجسدية والفكرية التي تشلّ المجتمع الحديث والتي هي السبب الرئيسي للصراع والحروب..
ثانياً: علينا أن نحرر وعينا من كل الكوابيس والأوهام من خلال طريقة حياة أكثر طبيعية، تتضمن طريقة متوازنة في الطعام.
ثالثاً: علينا أن نزرع ونطور الفهم والحب الكوني العالمي بين الناس، ونتجاوز كل الفروقات بين الأوطان والعروق، الثقافة والتقاليد، المعتقدات والأديان... ونقبل كل شخص آخر كأخ أو أخت لنا في عائلة عالمية واحدة.
من خلال هذه الخطوات الثلاثة سيتم تحقيق عالم موحد مرتكز على أساس قوي حيوي ونفسي وروحي، وسيتحقق طبيعياً مع نمو وتطور المجتمع.

الإنسان أرقى من حدود الأوطان:

عندما نحلَّق فوق الأرض، فإننا نرى الجبال والأنهار والغابات والحقول لكننا لا نرى أي حدود ! 
عندما نبحر في المحيط، نرى السماء والغيوم والماء والأمواج لكن أيضاً لا نرى الحدود...
كل الأنواع الحيوانية تنتشر عبر الأرض والمحيط والسماء بحرية... فلماذا نحن البشر.. وخصوصاً البشرية الحديثة، نصنع الحدود والقيود ونعيش ضمن خطوط صناعية كأننا مساجين ؟!
إذا شاهدنا هذا الكوكب من مسافة كبيرة في الفضاء، مثل الناس الذين هبطوا على القمر، فسوف نضحك على حماقتنا في تأسيس الحدود بين الدول وتهديد بعضنا بتدمير كوكب الأرض الجميل باسم الحفاظ على السيادة الوطنية لبعض الدول!..
ما هو الوطن ؟ البلد ؟ الأمة ؟
في الطبيعة لا يوجد شيء اسمه وطن على هذه الأرض...
الوطن موجود فقط في المخيلة والخيال... الوطن هو فكرة آمنا بها من خلال التعليم الحديث ونحن نتصرف حسب ما تعلمناه...
أنواع الكائنات كلها لا تحتاج أوراقاً ووثائق لكي تسافر، أما نحن فعلينا حمل جواز السفر وتأشيرة السفر وغيرها من الموافقات والمؤامرات...

حريتنا في السفر، خيارنا في الإقامة، وسلوكنا كلها مقيدة بشدة.
قبل أن نكون مواطنين في أي وطن حديث، نحن مواطنون وأعضاء في العرق البشري...
قبل أن تكون بلدنا واحدة من البلدان المرسومة على الخريطة، فإن بلدنا هي الأرض، المجموعة الشمسية والكون...
الحدود الوطنية التي صُممت لأسباب سياسية عبر التاريخ يجب استبدالها تدريجياً بترتيبات إقليمية طبيعية أكثر وتعكس الاختلافات في الظروف الجغرافية والمناخية إضافة إلى توافر الغذاء والعادات الغذائية... بسبب هذه العوامل، نشأت اختلافات طبيعية في حالة الناس الجسدية والفكرية، وظهر تنوع كبير في الثقافات والعادات الاجتماعية...
واستناداً على هذه الاختلافات، ستصبح الترتيبات الإقليمية الطبيعية شاهدة على ذاتها.. والبنية المستقبلية للوطن وميراثه الثقافي، الاجتماعي والروحي يجب أن تنبع من طبيعة الناس الحيوية ويجب ألا تُفرض مهما كان السبب.

السيادة الوطنية الحقيقية يجب ألا تنتمي إلى أي قوة سياسية أو اقتصادية تطالب بحكم وطني أو عالمي، بل هي ترتكز على الصحة الجسدية والفكرية للأفراد والعائلات.

نحن جميعاً وطبيعياً نحب الأرض التي ولدنا فيها، المكان الذي عاش فيه أهلنا وأجدادنا وماتوا، وحيث ينمو وينضج غذاؤنا اليومي.. لكن روحنا ووعينا يجب أن ينمو ويعانق الأرض ككل متكامل.. 

وليكن إخلاصنا وولاؤنا ووفاؤنا الأعلى مكرَّس لسيادة واستقلال الطبيعة ونظام الكون، الواحد الموحد، الذي لا يمكن أن ينقسم أو يموت. 





المجتمع العالمي المستقبلي:

إن المجتمع العالمي المستقبلي سيعكس فهماً كونياً بأن كل البشر إخوة و أخوات ضمن عائلة واحدة كبيرة تشمل الأرض ... 
الاتجاه الحديث للحكومات الوطنية اتجاه سياسي.. لكن اتجاه المنظمة الحكومية العالمية الفيدرالية يجب أن يكون مختصاً بالتعليم والخدمة، وليس بالفرض والسيطرة... وفي الفترة الانتقالية، على كل الحكومات أن توسع أعمالها التعليمية والخدمية، وتدريجياً تنقص سلطتها القانونية، السياسية والعسكرية.

التعليم الأساسي العالمي:

يجب على منظمات عالمية أن تساعد الناس في العالم ليفهموا قوانين الطبيعة ونظام الكون وعلاقتهم بالمجتمع البشري وتطوره... على كل الأشخاص أن يفهموا أصلهم وقدرهم الطبيعي وأن يوجهوا حياتهم حسب أحلامهم وقدراتهم.
* في المستوى البدائي الأول، الذي يبدأ في الطفولة المبكرة، يجب أن يتعلموا الحفاظ على صحتهم ويتعلموا ماذا يفعلون عندما يمرضون... يجب أن يعرفوا كيف يختارون طعامهم اليومي ويتعلموا مدى تأثير الغذاء السليم والسلوك الغذائي الصحيح على تطورهم الجسدي والفكري والروحي.
ويتعلموا أيضاً أنهم هم المسئولون عن صحتهم وقدرهم.. قدرك في يدك.
* في المستوى الثاني، على الأطفال أن يتعلموا أساسيات العيش بما فيها الطبخ، الخياطة، الاعتناء بالمنزل والحديقة وتصليح بعض الأشياء الضرورية... وفي هذا المستوى عليهم أيضاً أن يفهموا ويتعلموا الاعتناء بالآخرين عندما يمرضون، ويتعلموا روح المحبة والعناية والرحمة...

في هذا المستوى على كل شخص أن يتقن الطرق الأولية للتواصل بما فيها الكلام، الكتابة، الحساب وغيرها من طرق التعبير عن طبيعتنا الفكرية والفنية... عليهم أن يقرؤوا بتوسع في كل المواضيع وفي عدة مجالات بما فيها القصص والحكم والشعر... عليهم أن يختبروا ويتدربوا جسدياً وفكرياً بالمشاركة الفعلية في صنع الفنون اليدوية والإبداع في الرسم والموسيقى والحديقة والمنزل.  
* في المستوى الثالث، على الأطفال أن يتعلموا روح احترام الكبار، بما فيهم الآباء والأجداد...
ويجب عرض بعض تاريخ البشرية عليهم خاصة الأشياء العائلية والمتعلقة بالمنطقة المحيطة بهم.
يجب المحافظة على الصحة بالتمارين الجسدية النشيطة المندمجة مع الحياة اليومية... وتعلم الزراعة الأساسية وتنمية الأغذية الضرورية، وتعلم الخبرات المطلوبة في الحياة.
في هذا المستوى، يجب تشجيع الأطفال على مراقبة واختبار الظواهر الطبيعية المختلفة، أن يعرفوا كيف يتغيرون بانتظام حسب قوانين التوازن والتناغم..
يجب إعطاؤهم فهماً تدريجياً لنظام الكون والحياة المتناقض المتكامل، بطرق بسيط عملية.
يجب تنمية وتشجيع التأمل والإعجاب بالطبيعة والكون المذهل... 
المعرفة يجب ألا تعطى، بل يجب توجيه كل شخص للاكتشاف بنفسه. 
الأنثى والذكر هي البوصلة الكونية لفهم وحل كثير من الأسئلة والألغاز في الحياة والتي كلنا نختبرها مثل: لماذا السماء الزرقاء؟ لماذا العشب أخضر؟ لماذا لدينا عينان وفم واحد؟ لماذا بلورات الثلج سداسية الزوايا؟... يجب تشجيع التعبير الفني مع احترام فردية وقدرة كل شخص.

* في المستوى الرابع، على التعليم المخصص لليافعين قبل البلوغ أن يصمم حسب اهتمام كلا الصبيان والبنات... رغم ذلك، يجب تخصيص حصص لاهتماماتهم المختلفة.. يجب إعطاء الصبيان تدريبات أكثر جسدية واجتماعية مع التركيز على تطوير شجاعتهم وطموحهم، بينما البنات يجب تشجيعهم على تطوير حساسيتهم واستيعابهم.
يجب تحسين وفهم العلاقات السليمة بين الرجل والمرأة مع مساعدة موجِّه ملائم.
طبعاً يجب تشجيع كلا الصبيان والبنات على تعلم واستكشاف العلاقات البشرية والأحداث الاجتماعية، إضافة للظواهر الطبيعية بما فيها الأبعاد الحيوية، النفسية والروحية، تماشياً مع فهمنا للأرض والمجموعة الشمسية ونظام الكون..
الخبرات الحياتية الفعالة، بما فيها تعلم خبرات تقنية، والمشاركة في الحياة الاجتماعية والعلاقات البشرية يجب أن تُدخل بالإضافة إلى الدراسات الفكرية والفنية.

حس البديهة المرتكز على الوعي الكوني للأخوّة الواحدة بين كل البشر، يجب أن يُنمّى في هذا المستوى.
* بدءاً من المستوى الخامس، المتضمن آخر مرحلة من المراهقة، يجب إعطاء كل شخص فرصة البدء باختيار طريقه الرئيسي في التعلم حسب اهتماماته الخاصة. واعتباراً من هذا المستوى قد يتبع بعض الناس توجهاً أكاديمياً، وبعضهم الآخر يتبع التدريبات المهنية، وغيرهم قد يختار توجهاً اختصاصياً أكثر... مهما يكن الحال، يجب تشجيع كل شخص باستمرار على صنع اكتشافاته واختراعاته وإبداعاته الخاصة وعلى إيجاد الأجوبة لأسئلته في الحياة..

في هذا المستوى يجب أن يبدأ كل شخص باختبار الإدراك العميق بأن النظام الذي يعمل داخل جسده وفكره يعمل أيضاً في العلاقات البشرية وفي المجتمع، والنظام نفسه أيضاً يعمل في جميع الظواهر عبر الكون... في هذا المستوى أيضاً، يجب أن يظهر شعور يتضمن الاحترام لكونية الحضارة والثقافة البشرية، والتقدير العميق لكل الأجيال السابقة وإحساس بالمسؤولية تجاه الأجيال المستقبلية.
* بدءاً من المستوى السادس، ما بعد المراهقة وآخر سنواتها، يجب أن يكون كل شخص حراً في متابعة اهتماماته بغض النظر عن الموضوع وعن كيفية تعلمها من خلال الدراسة الفكرية أو الخبرة العملية... خلال هذه الفترة، يجب توجيههم على تقييم الأمور ومراجعة أنفسهم بأنفسهم... 

وأن يكتشف الإنسان مَن هو، وما هو الحلم الذي عليه أن يحققه، وكيف يتصرف خلال مراحل حياته... ليس فقط العالم الفيزيائي المادي، بل أيضاً العالم الروحي والخفي يجب أن يُفهم من خلال دراستهم واختباراتهم.
* في المستوى السابع، يجب تشجيع كل شخص على التعبير عن اكتشافاته واختراعاته ونظرياته الخاصة به، ونشرها بين الناس، سواء بالكتابة أو بالكلام، وأن يعرض الخبرة التي حصل عليها علناً بأي طريقة يختارها.
يجب عدم تشجيع التقليد ونسخ الأفكار والمفاهيم الموجودة مسبقاً.
يمكن اعتبار التعليم قد اكتمل عندما تظهر الإبداعات الأصيلة الجيدة مهما كانت طريقة التعبير عنها.

لتلخيص ما سبق، المبادئ العامة للتعليم الأساسي العالمي هي: 
1. كل شخص حر بتوجيه حياته حسب حلمه الخاص به.
2. على كل شخص أن يكون مبدعاً ومخترعاً.. ضمن بحثه الخاص عن الصحة، السعادة، الحقيقة والحرية.
3. يجب أن يفهم كل شخص أن كل البشر متصلين كأفراد عائلة واحدة تشارك نفس الكوكب، وأن كل الظواهر والمظاهر في الكون هي تجسدات لشيء واحد لا متناهي.
4. روح التناغم والاحترام والحب هي جوهر الصحة الفردية، وحدة العائلة، وتطور البشرية بكاملها وتكاملها.

الخدمة العامة العالمية:

الخدمة العامة العالمية هي وظيفة أخرى للحكومة أو المنظمة العالمية بالإضافة للتعليم العالمي. وتتكون الخدمة العامة العالمية من ثلاث مجالات رئيسية:
1. خدمة المرافق العامة
2. خدمة الصحة العامة
3. الزراعة الطبيعية

خدمة المرافق العامة العالمية:

يجب أن تهتم هذه الخدمة بكل التسهيلات الاجتماعية الأساسية الضرورية للصحة والحياة الطبيعية، بما فيها الاتصالات العالمية، المواصلات والنقل، إنشاء أنظمة مرافق وخدمات عالمية، توزيع الموارد الطبيعية وغيرها من المواد الضرورية.. ويمكن تقسيم خدمة المرافق العامة إلى تقسيمات فرعية: قاريّة، إقليمية، وربما تقسيمات إقليمية حيوية، مع اعتبار المسؤولية الأولى تأمين الوظائف والخدمات المحلية.. ودائماً يجب منح خدمات عبر العالم متساوية بين كل الناس.

خدمة الصحة العامة العالمية:

وستكون مسؤولة ليس فقط عن صيانة وحماية العامة من المشاكل الجسدية والفكرية، ولكن أيضاً إعادة المجرمين إلى المجتمع و إلى الحياة المسؤولة من خلال توجيه غذائي صحيح وطريقة حياة طبيعية أكثر.
كل الجرائم هي نتيجة للأمراض الجسدية والفكرية.
الأنظمة القانونية والعقوبات الحالية المبنية على الفرض والعقوبة والسجن، لا تعالج السبب الكامن وراء العنف وسلوك التخريب، وعبر العالم لا يتم في معظم الحالات إعادة تأهيل الخارج عن القانون أو المجرم.
في المستقبل ستتم معرفة أسباب الجريمة الحيوية والنفسية وأسباب أي سلوك اجتماعي منحرف، وستنتشر هذه المعرفة على نطاق واسع.
خدمة الصحة العامة ستكون بديلاً عن السجون الحالية من خلال العناية الغذائية السليمة وتعليم طريقة الحياة وفق نظام الكون.
الحاجة للخدمات والعناية الطبية ستختفي طبيعياً في العالم المستقبلي، مع استعادة الناس لصحتهم وعقلهم.. وفوق كل هذا، سيصبح أكثر توجهاً نحو الوقاية.
ومع ذلك في بعض حالات الطوارئ والحوادث سيكون التدخل الطبي وأدواته جاهزة مسبقاً ودائماً ... في ذات الوقت، ستصنع الممارسات الغذائية السليمة انخفاضاً في المشاكل النفسية فتؤدي إلى انخفاض كبير في العنف والكراهية والحقد والطمع في المجتمع.
والمجتمع سيصير تلقائياً أكثر سلاماً وأكثر طاقة لإنجاز البرامج البانية.
العناية الدوائية وصناعة شركات التأمينات ستفقد قيمتها طبيعياً...
ستكون خدمة الصحة العامة العالمية مع التعليم العالمي هي أهم قوة في الحفاظ على عالم مليء بالسلام.. 

الزراعة الطبيعية:

إن الصحة الجسدية والفكرية والروحية للناس في هذا العالم تعتمد بشكل رئيسي على ممارساتهم اليومية لتحضير غذاء سليم حسب نظام الطبيعة... والعودة إلى طريقة طبيعية في الزراعة شيء أساسي لتحقيق عالم واحد مليء بالصحة والسلام.
في العالم المستقبلي، مع انتشار مبادئ نظام التوازن الكوني وفهمها، ستصبح الزراعة أقل عالمية أو دولية، وأكثر إقليمية ومحلية. 
في حالة القارات قليلة التنوع الجغرافي والمناخي، مثل أمريكا الشمالية، فإن الطعام الذي نتناوله يجب إنتاجه ضمن مساحة نصف قطرها 500 ميل تقريباً.. في حالة القارات أو المساحات كأوروبا والهند التي فيها تنوع جغرافي ومناخي أكبر، فإن هذا الرقم يصغر حتى 200 ميل، أو بالتناسب مع درجة التنوع.
في حالة الجزر، مثل الجزر الأوروبية الشرقية والشمالية، يجب تصغير الرقم أكثر وربما 100 ميل بسبب غنى التنوع الجغرافي والمناخي وتقلباته.

يجب إدارة الزراعة حسب ممارسات الزراعة الطبيعية العضوية، متجنبين الأسمدة الكيميائية وغيرها من الكيماويات كالمبيدات العشبية والحشرية والطفيلية.
خلال عملية التطور البشري عبر ملاين السنين، لم تكن الكيماويات تستخدم في إنتاج الغذاء، حتى فترة قريبة في أوائل القرن العشرين... وبسبب استخدام آلاف أنواع الكيماويات، والتي معظمها متمدد بشدة في نوعيتها (أنثى)، فإن الإنتاج الزراعي صار أكبر في المظهر والحجم... ولكنه فقد قوته وحيويته وطعمه وبنيته الحيوية المتماسكة وكل الصفات المتقلصة المتمركزة (ذكر).. بتناول هذه المنتجات أصبح الإنسان الحديث رجلاً كان أم امرأة يتدهور بسرعة ويحمل ميولاً كثيرة إلى طاقة الأنثى... كمثال: صار الناس أطول، أضعف، لديهم ذاكرة ضعيفة، لديهم أفواه وأنوف أكبر وغيرها من الصفات أكثر من أهلهم، وأجدادهم وعروقهم القديمة.

إن الاستخدام الواسع للأسمدة الكيماوية أيضاً يستنفذ أحد المصادر الطبيعية الهامة وهو العناصر المعدنية في التربة، فيؤثر سلبياً على حياة الكائنات الدقيقة فيها والتي تخدم النمو الصحي للنباتات. علينا أن نرجع في أقرب وقت ممكن إلى طرق الزراعة الطبيعية العضوية التي كانت تستخدم تقليدياً عبر العالم لقرون عديدة. ليس فقط للحفاظ على صحتنا الحالية وحمايتها، ولكن أيضاً لتطوير نوع بشري قوي... يجب أن تتطور زراعتنا أكثر من زراعة عضوية طبيعية إلى زراعة طبيعية أكثر، هدفها استرجاع الحبوب الكاملة المحلية المستوطنة، والبقوليات والخضار وإعادتها إلى صفاتها البرية الحرة والأصلية.

هذه الزراعة الطبيعية مرتكزة على فهم أن البشرية قد تطورت عبر عمليات طبيعية من البيئة المحيطة، بما فيها العالم النباتي... إننا نتيجة وتجسد لبيئتنا، ولا يمكن أن يكون هدفنا تحوير تلك البيئة. عندما نبدأ نفكر أن علينا تنظيم غذاءنا بتغيير نوعية النباتات، فهذه النظرة الأنانية المستكبرة تصنع انفصالاً غير طبيعي بيننا وبين العالم الطبيعي. وبسماحنا للغذاء أن يعود من نوعيته الحالة المهجنة المعدلة إلى حالته الطبيعية البرية، سيمكننا استعادة البشرية الحقيقية... ووعينا سيصل إلى قمم جديدة ومقدرتنا على التكيف مع البيئة ستتحسن كثيراً. تتطلب الزراعة الطبيعية تخفيضاً تدريجياً لمشاركة الإنسان في زراعة وإنتاج الغذاء، حتى تصل أخيراً إلى حالة كلما كانت مشاركتنا أقل كانت المحاصيل أفضل.

تتضمن الزراعة الطبيعية المبادئ التالية: 

* عدم إزالة الأعشاب الضارة: الأعشاب ونباتات الخضار تنمو طبيعياً مع بعضها البعض... وإزالة الأعشاب الضارة باستمرار ينقص التهوية الطبيعية للتربة والتي تصنعها جذور تلك الأعشاب، وأيضاً ينقص الكائنات الدقيقة التي تزدهر وتنمو على جذورها.
النمو الصحي للأعشاب مفيد لإغناء عدة أنواع من المحاصيل. على أية حال، في الزراعة والبستنة تكون الأعشاب الأصغر والأقصر والأنعم مثل البرسيم والنفل مفضلة أكثر وقد تكون ضرورية لاستبدال الأنواع الأكبر والأطول والأقسى.

* عدم الفلاحة أو الحراثة: إذا أزيلت الأعشاب الضارة، فإن التربة لا تُحرث بالعملية الطبيعية المعتادة، فيصبح جهد البشر ضرورياً لحراثتها... وعندما تستقبل هذه التربة المحروثة مياه الأمطار فإنها تميل إلى الصلابة فتتطلب جهداً إضافياً للحراثة التالية. ومن ناحية أخرى، إذا تركنا الأعشاب المرغوبة في الحقل، هكذا ستنجز الحراثة الطبيعية، كما أن هذه الأعشاب تساعد على حفظ ماء الأمطار وتبقي التربة رطبة ومناسبة. التربة المحروثة التقليدية لا يمكنها الاحتفاظ بالرطوبة لفترة طويلة وعادة تتطلب سقاية صناعية. 

* عدم التسميد: بسبب إزالة الأعشاب والحراثة، فإن التربة لا تنتج إلا الخضار المزروعة، وتبقى هناك مساحات كبيرة بين النباتات، والأسمدة يجب جلبها من مصدر خارجي ووضعها في الأرض للحفاظ على المواد المغذية في الطبقة السطحية من التربة. لكن إذا سمحنا للأعشاب بأن تنمو طبيعياً في الأرض، ستعوض التربة عندما تموت، مشكلةً "دبال" غني وتعطي مواصفات جيدة للتربة للسنة القادمة. وأكثر من هذا، إذا أعدنا القسم غير المستخدم من النباتات المحصودة إلى الأرض على شكل "كومبوست"  (بقايا متحللة متفككة) سيتم إغناء التربة أكثر وستصير جاهزة للزراعة في السنة التالية.

* عدم رش نوع واحد من البذور: إذا زرعنا نوعاً واحداً من النباتات في منطقة محددة، فإن الحشرات غالباً ما تغزوه بسرعة، إضافة للديدان والحيوانات التي تنجذب إلى ذلك النوع بالتحديد. طبعاً، نتج هذا بسبب التعشيب وزراعة الصنف الواحد. لكن إذا تركنا الأرض دائماً مغطاة بالأعشاب أو زرعنا عدة أنواع نباتات مع بعضها، يمكن التقليل كثيراً من غزو الطفيليات. في الطبيعة لا يوجد أي مكان ينمو فيه نوع واحد من النباتات، بل دائماً هناك عدة أنواع نباتية متشاركة... لذلك، الانتقال من الزراعة الأحادية إلى الزراعة المتعددة أمر أساسي في الزراعة الطبيعية.

* عدم رش البذور: وقت الحصاد، علينا ألا نأخذ كل الإنتاج من الأرض، والإبقاء على 10-20% دون حصاد، هذه النباتات الباقية ستنتج بذوراً وستنتشر في الأرض ثم تنمو نباتات جديدة من هذه البذور... عندما نكرر هذه العملية على مدى عدة سنين، سيصبح نشر البذور بواسطة الإنسان غير ضروري... وسيكون الجهد المطلوب هو فقط لتخفيف النمو الزائد... في حالة الحبوب كالحنطة والنجيليات، ممكن ألا نقدر على تطبيق هذه الطريقة خاصة في الحقول الصغيرة، لكن النباتات الأخرى مثل معظم خضار البساتين، يمكن تركها لتنجز مراحل حياتها الطبيعية.

* عدم التقليم: لضمان النمو والتطور الطبيعي لأي نبات، خاصة الأشجار المنتجة للفواكه والأزهار، يجب تفادي التقليم الصناعي. أوراق وأغصان كل النباتات تنمو وفق قوانين الطبيعة اللولبية. عندما نتدخل بالتشذيب والقص الصناعي أو التقليم فإن النباتات لا يمكنها الحفاظ على صفاتها الطبيعية. طبعاً هذا يؤدي إلى نوعية غير طبيعية من الأزهار والثمار. بالنسبة لعيوننا البشرية، قد تبدو الأشجار المقلّمة أجمل وأكثر تناسقاً، لكنها في الواقع مشوهة وغير متوازنة في عين الطبيعة... 

النوعية الطبيعية للنبات تنتج بشرية طبيعية وقوية، والنوعية غير الطبيعية تنتج بشرية غير طبيعية وضعيفة.

بشكل عام، الزراعة الطبيعية هي وسيلة قوية للمساعدة على قلب الاتجاه الحديث نحو التدهور الحيوي... عندما يكون طعامنا اليومي قوي وطبيعي، فإن صحتنا الجسدية وراحتنا النفسية وتطورنا الروحي ستزداد دون حدود. وعينا، بما فيه قدراتنا في البصيرة، بُعد النظر، المخيلة، التخاطر، وغيرها من الحواس الخارقة والإدراك المتجاوز للحواس ستبدأ بالتطور عندما تتحسن نوعية غذاؤنا. يقظتنا أيضاً سترتفع عندما يتحسن طبخنا وعندما نكتشف الكمية المعتدلة من الطعام التي حقاً نحتاجها. عندما نستعيد التوازن، سنبدأ فعلاً بتقدير الطعم الطبيعي الغني للأطعمة الكاملة غير المعالجة، وسيصبح استخدام النكهات الصناعية غير ضروري، وستكون كمية قليلة من ملح البحر غير المكرر وقليل من الزيت النباتي غير المكرر فقط كافية في طبخنا لإرضاء ذوقنا.

الزراعة الطبيعية هي الباب إلى حدائق الفردوس... إلى الجنة التي فقدناها منذ زمان بعيد قبل تاريخنا المكتوب...


مبادئ النظام الاقتصادي الطبيعي:

عندما نراقب كل الأنواع الحية الحيوانية ما عدا الإنسان الحديث، نجد أنها دائماً تلعب، تركض في الحقول، تطير في السماء، أو تسبح في الماء... إنها لا تعمل. عندما نتأمل كيف بدأ العرق البشري بالظهور في الأرض منذ ملايين السنين، فإننا نتساءل ما إذا كان الاستمرار بالعمل الصناعي المنتظم ضرورياً فعلاً لتطورنا واستمرارنا. في هذه الأيام، صار أمراً مسلّماًَ عبر العالم أنه يجب أن نعمل لنحصل على المعاش ونعيش، لكن هل حقاً نحن بحاجة لأن نعمل؟ لماذا العمل ضروري للبشرية الحديثة وليس للأنواع الحية الأخرى؟ إذا لم نكن بحاجة فعلاً للعمل ويمكننا الاستمتاع بحريتنا، فما هو الخطأ في توجيه واتجاه المجتمع الحديث؟ 

عندما وُلدنا كأطفال صغار، هل توقعنا أن الجزء الأكبر من حياتنا بعد البلوغ سيكون مكرساً للعمل لكسب الرزق وليس للقيام فعلاً بما أردنا فعله؟ هل أتينا من الكون اللامتناهي إلى هذه الأرض وتجسدنا كبشر لكي نتعلم كيف نعمل، لننشغل يومياً بنشاطات منتظمة من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً، ولنتقاعد في عمر الستين، ويأتي من بعدها مباشرة موتنا ونهايتنا؟؟؟ كم من الناس في العالم الحديث يستمتعون فعلاً بحياتهم ويفعلون ما يريدون؟  هل وُلدنا للعمل، أم ولدنا للعب؟ ما هو هدف حياتنا؟

إذا كنا لا نستمتع بكل قلبنا ونلعب من الصباح حتى المساء، فهل يستحق الموضوع حقاً أن نستمر بالعيش، حتى لبضعة سنوات؟
واحدة من أهم المشكلات الرئيسية التي يواجهها الإنسان الحديث هي: هل نقوم كل يوم بفعل ما نريده حقاً ؟

 مبادئ الاقتصاد الطبيعي نجدها في الفهم البسيط لمَن نكون وما هو هذا الكون... ويمكن تطبيقها على كل البشر... وتتضمن مبادئ الاقتصاد الطبيعي:

* حبة واحدة مقابل عشرة آلاف حبة:

إن الكون يتمدد باستمرار... كما استنتج علم الفلك الحديث. التمدد اللامتناهي هو الطبيعة الأساسية للكون بحد ذاته...  ولذلك، ضمن هذه الكون، تميل كل ظاهرة إلى التمدد والتمايز والتكاثر بلا نهاية... قانون الإنتاج الطبيعي هو الخلق المستمر... حبة واحدة، إذا سقطت في تربة ملائمة، ستنتج مئات الحبوب، التي بدورها تنتج مئات الألوف من الحبوب، وهذه بعدها تنتج مئات الملايين... نظامنا الاقتصادي في البيت والمجتمع يجب أن يطبق هذه القاعدة في الإنتاج اللامتناهي والتوزيع اللامتناهي...  في الإدارة والعمل، علينا استخدام طرق طبيعية قدر الإمكان، وتقليل الصناعية منها.. عندما نطبق تقنياتنا البشرية لتسريع ومضاعفة القوى والطاقات الطبيعية، فإننا نشوّه الدورات الطبيعية في التوازن والتناغم. وهذا يؤدي إلى تدمير صحتنا، وإذا تجاوزنا فيها الحدود الحمراء، يمكن أن تؤدي إلى فناء الوجود البشري وحتى دمار الأرض كلها.

* الصحة: مصدر رأسمالنا وعملنا:

إن المصدر الأساسي لاقتصادنا ليس القوة المالية (الرأسمال)، ولا الثروة المادية (الأرض، الممتلكات، والمصادر الطبيعية)، ولا القدرة الإنتاجية للأجهزة والمعدات (بما فيها الجهد والعمل البشري)... هذه كلها عوامل ثانوية وهي وسائل لإدارة الإنتاج والتوزيع.
المصدر الرئيسي لرأسمالنا وعملنا هو: 
1- الصحة الجسدية والفكرية والروحية لكل الناس والأفراد في العالم.
2- القوى الطبيعية والشروط المناخية، بما فيها الأرض، المجموعة الشمسية والكون.
الأنظمة الاقتصادية الحالية هي في الواقع ضد الاقتصاد. إنها تعمل ضد مبادئ الاقتصاد الطبيعي عن طريق مساهمتها في تخريب صحة البشرية وتدمير البيئة الطبيعية. قبل أي شيء آخر، تحتاج البشرية صحة وعقلية متينة، لذلك تكون مبادئ الماكروبيوتيك كنظام حياة يتضمن تناول الطعام الصحي المتوازن، ضرورية التطبيق في كل مكان عبر العالم.

العودة إلى الصحة على مستوى الفرد والمجتمع ستنتج الرأسمال الحقيقي والعمل الضروري لكل أنواع العمليات الاقتصادية... وفي ذات الوقت، يجب ألا نأخذ مصادر الطاقة فقط من المصادر المخزونة تحت الأرض، لأنها محدودة ولذلك قابلة للانتهاء... يجب أن نبحث عن القدرة والطاقة بين القوى التي خلقت الأرض وتحافظ عليها، بما فيها طاقة الشمس، طاقة المجموعة الشمسية الكهرطيسية، وكثير من الذبذبات والأمواج والأشعة القادمة إلى كوكبنا من الفضاء دون نضوب.

* مبادئ التنفيذ في العمل:

إن تنفيذ أي مشروع اقتصادي، من المنزل وحتى الشركة، يجب إدارته بوعي مع فهم لميزان وتناغم الأنثى والذكر: يجب الحفاظ على التوازن والتناغم بين الكون والأرض، الحياة والبيئة، حياة الحيوانات والحياة النباتية والنوع البشري، إنتاج البشر العالمي والحاجات الإقليمية، وبين الثروة المادية وسعادة وصحة الفرد. هذه الأبواب الخمسة في التوازن والتناغم يجب أخذها بعين الاعتبار في تصميم وتنفيذ كل المشاريع الاقتصادية. في الوقت الحالي، القوة الدافعة الرئيسية للاقتصاد الحديث هي ملاحقة الثروة المادية، ووسائل الراحة والترف... وبسبب هذا التوجه الضيق المحدود، نجد أن سعادة الإنسان وصحته الجسدية والفكرية في خطر كبير بالرغم من ثراء الاقتصاد وازدهاره.... الظروف البيئية، نجاة كل الأنواع الحية، وحتى وجود الأرض بحد ذاته يقترب من مرحلة الخطر. يجب ترتيب مخزون الغذاء وحاجات الحياة الأساسية في كل منطقة أو إقليم طبيعي حسب مبادئ الدعم الذاتي، الاكتفاء الذاتي، والتكيف المتناغم مع البيئة الطبيعية... كل المواد والتسهيلات الأخرى يمكن التجارة بها عبر العالم وبحرية مع توجه لمشاركة الفهم الفكري والخبرة الفنية، إضافة إلى كل ما يفيد الحضارة العالمية.

المبادئ الاقتصادية التي قادت العالم في العصور السابقة هي الآن تحت المراجعة... أفكار آدم سميث، توماس مالتوس، كارل ماركس، فريدريك إنجيلز، وجون ماينارد كيينز، إضافة للنظريات الأخرى كالرأسمالية، الاشتراكية، والشيوعية، كلها مبنية على فهم مجتزأ لمبادئ الكون ولما هو ضروري فعلاً لصحة وسعادة كل إنسان. يجب أن تتطور الأنظمة والبنى الاقتصادية باتجاه طبيعي أكثر وفكري أقل... ومع تحسن صحتنا وتطور وعينا، فإن الأنظمة الاقتصادية ستتجه تدريجياً لتصير أنظمة عائلية، سواء على المستوى العالمي، الإقليمي، أو المنزلي.

نظام الاقتصاد الطبيعي مبني على الحب والاحترام لكل شخص ولكل الأنواع الحية، إضافة للطبيعة، الأرض، والكون بكامله. إن العالم الحديث سينتهي ويتشتت ما لم نبدأ فوراً بالثورة الحيوية والنفسية والروحية... مع انتشار مبادئ ميزان نظام الكون، بما فيها التوازن في الطعام وفي الأفكار، سيصبح المجتمع العالمي مسالماً ومنتعشاً بالحياة... كل شخص سيبني صحته وسعادته، وسيحكم العالم فهمنا لنظام الكون. لن يكون هناك أية حاجة للسوبرماركت والمولات، مخازن الأدوية والصيدليات، المشافي والمستوصفات، شركات التأمين، المؤسسات الخيرية، البنوك، المصانع، المحاكم، الشرطة وقوى الأمن، السجون، والجيوش... كل هذه وغيرها من المؤسسات في الحياة الحديثة التي نعمل وندفع لها الضرائب باستمرار، ستختفي طبيعياً مع استعادة التوازن والتناغم.

سنكون أحراراً من الصباح الباكر وحتى الليل المتأخر، لنلعب بلا كلل أو ملل مع بعضنا البعض، كإخوة وأخوات يعيشون معاً في هذا الكوكب الجميل المسمى الأرض... الأمر يعود لنا... في هذه اللحظة المصيرية في التاريخ الحاضر...  لكي نؤسس عالماً موحداً مسالماً ونحفظ الروح البشرية وصفاتها الطبيعية...  ونورثها إلى الأجيال القادمة إلى الأبد... 

Michio Kushi, The Book of Macrobiotics, Chapter 8

COMMENTS

إخلاء مسؤولية إن الموقع الرسمي لمدينة ميت غمر Mit3mr.com يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع. "جميع الحقوق محفوظة لأصحابها". في حالة وجود أي شكوي يرجي مراسلتنا من خلال صفحة "إتصل بنا

Subscribe Me On Youtube

الاسم

100 قصة وقصة من حياة النبي,26,57357,1,آثار ميت غمر,22,آناء الليل والنهار,1,أبحاث الدكتور ايموتو الياباني,2,اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ,2,ابو جهل,1,ابو لهب,1,اتحاد الصناعات المصرية,1,اتميدة,1,أتميده,1,اتميده,2,أثاث و ديكورات,21,أجهزة كهربائية ومنزلية,4,أحد أشهر المؤرخين المعاصرين,1,احصائيات القرآن الكريم,1,احمد زويل,1,أحمد عيسي المعصراوي,2,أخبار عالمية,24,اخبار عالمية,7,أخبار ميت غمر,1166,اخبار ميت غمر,1651,اخبار ميت غمر، اخبار عاجلة، قرية دماص، قرية بهيدة، ميت غمر,3,اخبار ميت غمر، تصريح سفر,1,اخبار ميت غمر، ميت غمر,2,اختفاء,1,اخصائيين مبيعات,1,إدارة الوقت,1,ادارة كهرباء ميت غمر,1,ادارة مرور ميت غمر,1,ادارة ميت غمر التعليمية,1,أدوية بيطرية,1,اذربيجان,1,ارتفاع أسعار الطاقة,1,ازدراء الأديان,1,استخراج جواز السفر,1,اسطوانات تعليمية,13,إسلامي,140,اسواق ميت غمر,1,أشغال يدوية,4,اطفال,1,اعارات,1,اعارة,1,اعارة الازهر,1,اعارة المعلمين,1,اعرف بلدك,1,اعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه,1,أعلام ميت غمر,3,اعلان وظائف,10,أعمدة الكهرباء,1,أغاني أطفال,1,إفشاء أسرار الزوجية,1,أفلام كارتون,15,أكاديمية الشرطة,1,أكوام القمامة,1,الاتجاه المعاكس,1,الادارة التعليمية بميت غمر,1,الإدارة الزراعية بميت غمر,1,الإدارة الصحية بميت غمر,2,الادارة الصحية بميت غمر,1,الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق,1,الادارة الهندسية,1,الاداره الصحيه بميت غمر,1,الأرز,1,الارز الصيني,1,الاستغفار,2,الاسطورة,1,الإسكان الاجتماعي,1,الإسلام,20,الاعجاز العلمي,7,الإقامة السياحية في تركيا,1,الاقامة في تركيا,1,ﺍﻻ‌ﻟﺒﺎﻧﻲ,1,الإمارات,1,الأمطار,1,الانجيل,1,الأنفلات الأمنى والفوضى,1,الانقاذ النهرى بالدقهلية,1,الأهلي,1,الأهلي وأتلتيكو مدريد,1,الأوراق المطلوبة لاستخراج جواز السفر المصري,1,الاوراق المطلوبة للعمرة,1,الأوقاف,1,الباعه الجائلين,1,ألبان,1,البث التلفزيوني العادي عبر الانترنت,1,البث المباشر,50,البث المباشر لقناة,2,البحث الجنائى,1,البر التانى,1,البر التاني,1,البطاطس,1,البطاقات التموينية,1,البنك الزراعي,1,البهاء للمقاولات,1,البوم صور ميت غمر,21,البوها,1,التجار,1,التسجيلات القرآنية,1,التعليم,2,التعليم الفني,1,التوك توك,1,الثقه بالله,1,الثورة الحيوية البشرية,1,الجرائم الالكترونية,1,الجريدة الرسمية,1,الجزيرة الوثائقية,1,الجن,1,الحج 2018,1,الحج السياحي,1,الحزب الوطني,1,الحكم الدولي,1,الحكومة الالكترونية,1,الحماية المدنية,1,الحياة اليوم,1,الخاطب لمخطوبته,1,الخمسين عين,1,الدبونية,1,الدجاج,1,الدقهلية,4,الدكتور خالد زغلول,1,الدكتور سعد مكي,1,الدواجن,1,الدوره الشهرية,1,الرزق,1,الرعد,1,الركن الروحاني,71,الرياح التوفيقى,1,الرياح التوفيقي,1,الزرابين في ميت غمر,1,الزقازيق,2,الزواج,2,السجل المدنى,1,السردين المملح,1,السفير اليابانى,1,السفير الياباني,1,السكة الحديد,2,السكك الحديدية,1,السلخانة,1,السنبلاوين,1,السنطة,5,السوق السوداء,1,السيرة الذاتية,2,الشباب والرياضة,1,الشبكة,1,الشحات محمد أنور,1,الشركة المصرية للمنظفات المنزلية,1,الشكاوى,1,الشيخ محمد متولي الشعراوي,1,الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية,1,الصلاة,1,الطب البديل,38,الطوب الطفلى,1,العاب,1,العاشر من رمضان,1,العصافرة,1,العصر الحديث,1,العمرة,1,العمره,1,العمل في اذربيجان,1,العمل في تركيا,1,العنوسة,1,العهر,1,الغربية,1,الفائزين بقرعة الإشراف على الحج,1,الفحش,1,الفراعنه,1,الفرعون,1,الفطيم,1,القافلة الطبية,1,القرآن الكريم,27,القصر الثقافي,182,القصص القرآني,19,القناطر كفر سرنجا,1,القوافل الطبية التابعة للأزهر الشريف,1,القيم والآداب الإسلامية للصغار,1,الكابتن جهاد جريشة,1,الكلاب الضالة,1,الكلية الحربية,1,الكيف,1,اللبن الرائب,1,اللبن الرايب,1,اللحوم والأسماك الفاسدة,1,اللواء نبيل ابو النجا,1,المجلس القومى لشئون الإعاقة,1,المخابرات المصرية,1,المخدرات,1,المدارس اليابانية,1,المدرسة الإعدادية,1,المدرسة الفكرية,1,المدرسة اليابانية بميت غمر,3,المرأة,2,المرأة المصرية,1,المراكز الإدارية,1,المركز التكنولوجي,1,المستشفى الجامعى بالمنصورة,1,المسجد الكبير,1,المسطحات المائية,1,المصحف المرتل,1,المصريون القدماء,1,المطبخ,16,المطرية,1,المكتبات الثقافية,1,اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ,1,الملازم أول/ إبتسمات محمد عبد الله كريمة,1,الملك فؤاد,1,المناطق الاستثمارية,1,المناطق الصناعية,1,المنح الدراسية,2,المنصورة,1,المنصورة الجديدة,1,المنطقة الاستثمارية,1,المنطقة الاستثمارية بمدينة ميت غمر,1,المنطقة الاستثمارية في ميت غمر,1,المنطقة الصناعية بجمصة,1,المهر,1,المهندس محمد كمال اسماعيل,1,المواد الخام,1,المياه في ميت غمر,1,النادى الرياضى,6,النادي الرياضى,2,النادي الرياضي,58,النايل سات,1,النقد الأجنبي,1,النكران,1,النيابة الإدارية,1,الهجرة,1,الهجرة بطرق غير شرعية,1,الهمة العالية,1,الهند,1,الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة,1,الوحدة المحلية,1,الوقائع المصرية,1,اليهود,1,اليوم المفتوح للتوظيف,1,أم المؤمنين,1,ام بي سي,1,امتحانات الثانوية,1,أمسيات شعرية,1,أمن دوله,1,أنت لست القانون,1,انتخابات البرلمان,1,أندرويد,8,اندرويد,2,انفلونزا الطيور,1,انواع البشر,1,اوبو,1,أوراق نقدية,1,أوقاف الدقهلية,1,أول متطوعة في الجيش المصري,1,اولاد عوض,1,أولادنا,113,أوليلة,2,إيان ليوبولد,1,بابا الفاتيكان,1,باتا المحطة ميت غمر,1,برامج,3,برامج انتي فيروس,1,بشالوش,1,بشلا,5,بطاقة الرقم القومي,1,بلعام بن باعوراء,1,بلوجر,1,بنزينة الشريف,1,بنك فيصل الاسلامى,1,بنها,2,بنوك,2,بنوك ميت غمر,2,بنين,1,بهيده,1,بوابة الشكاوي الحكومية,1,بيت المرح - أنشطة للأطفال,1,بيع المصنوعات بميت غمر,1,تأخر سن الزواج,1,تاريخ,1,تاريخ زفتي,1,تاريخ ميت غمر,120,تأشيرة,2,تأشيرة الامارات للمصريين,1,تامول,1,تأهيل لسوق العمل,66,تجارة المخدرات,1,تجديد جواز السفر,1,تجربة الماء,1,تحصين الحيوانات ضد الحمي القلاعية,1,تحميل نموذج السيرة الذاتية,1,تحويل ورد الي pdf,1,تذكرة هيروين,1,تراكم القمامة,1,ترامادول,1,تربية الدواجن,1,ترخيص,1,ترخيص نشاط تجاري,1,ترعة ثانونه,1,ترعة زغلولة,2,تساهيل,1,تسريع الالعاب,1,تسريع الكمبيوتر,1,تشخيص أعطال السيارات وإصلاحها,1,تصاريح العمل,1,تطبيقات,4,تطبيقات اندرويد,6,تفهنا,2,تفهنا الأشراف,4,تفهنا العزب,2,تقلبات هرمونية,1,تل المقدام,2,تل قرية كفر المقدام,1,تمثال أثرى,1,تنشيط السياحة,1,تنمية بشرية,48,تهديد الأهالى بالسلاح,1,توصيل الغاز الطبيعي,1,توقف حركة المرور,1,تيم فيور,1,ثورة 1919,1,ثورة شكندح,1,جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والأداب,1,جامعة الازهر,1,جامعة المنصورة,2,جامعة ملبورن,1,جبن فاسدة,1,جداول امتحانات المرحلة الاعدادية,1,جدول امتحانات,2,جدول امتحانات 2018,1,جدول امتحانات المرحلة الإبتدائية,1,جدول امتحانات وزارة التربية والتعليم,1,جرار زراعي,2,جرعة مخدرات,1,جريدة اخبار اليوم,1,جلوبال فريت سيستمز,1,جمال الدين عطية,1,جمعية تحسين الصحة,1,جمعية كنوز الخير,1,جمهورية القهوة,1,جمهورية زفتي,7,جهاز العروسة,4,جوازات ميت غمر,1,حارة اليهود,1,حارس خاص,1,حالة تعد,1,حجاج,1,حديقة العائلات,1,حرم النيل,1,حريق,2,حريق شقة,1,حريمي,30,حزب,1,حصة الخبز,1,حضانات ومدارس,2,حقوق المرأة,1,حملة تموينية,1,حملة فيرس C,1,حملة فيروس C بميت غمر,1,حملة قومية,1,حواء,1,حوادث مزلقانات السكة الحديد,1,خالد عجاج,1,خبار عاجلة،,1,خدمات,13,خدمات الرى وحماية النيل,1,خديجة بنت خويلد,1,خطف الاطفال,1,دار دَوِّن للنشر والتوزيع,1,دار ضيافة مرضي السرطان,1,دار فرست للنشر والتوزيع,1,درجة الماجستير في ألمانيا,2,دقادوس,17,دقيق بلدى مدعم,1,دليل السفر والسنكحة,40,دليل ميت غمر,33,دماص,7,دنديط,7,دهتوره,1,دورات تدريبية,164,ديربي ميت غمر,1,رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون,1,رئيس الادارة المركزية,1,رئيس الوزراء,1,رئيس مركز ومدينة,1,رئيس وحدة محلية,1,رخصة القياده الدولية,1,رسالة من الماء,1,رساله للقاضي,1,ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ,1,رسوم السعودية,1,رسوم مصر,1,رفعت للمقاولات الهندسيه والمعماريه,1,روايات,1,روسيا,1,زاوية,1,زفتى,4,زفتي,11,زنيب الغزالي,1,زي افلام,1,زيارة مفاجئة,1,ساندي,1,سحر هاشمي,1,سرقة,1,سرنجا,1,سعد باشا زغلول,1,ﺳﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ,1,سكربت,8,سكك حديد ميت غمر,1,سميو مقام,1,سنبو مقام,1,سنتماي,2,سندبسط,1,سنفا,2,سيارات الإطفاء,1,سيرفر iptv,1,شارع البحر,1,شارع الصاغة,1,شارع بنت ايوب,1,شارع مكة,1,شاروبيم,1,شاهد البث المباشر,1,شبابنا,746,شخصيات غمراوية,5,شركات الادوية فى مصر وظائف خالية,1,شركات السياحة,2,شركات سياحة بميت غمر,2,شركة اباتشى للبترول,1,شركة اديداس,1,شركة الدقهلية للدواجن,1,شركة الكهربا,1,شركة الكهرباء بميت غمر,1,شركة أندومي,1,شركة ايجيبت جاردينز جروب,1,شركة بادكو,1,شركة بافاريا,1,شركة تطوير للخدمات البترولية,1,شركة جهينه,1,شركة دار الهندسة,1,شركة دومتي,1,شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء,2,شركة مرسيدس,1,شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية,1,شركة ميت غمر للغزل,1,شركة ASCEND,1,شركه عقارات كبري,1,شكاوى وبلاغات المواطنين,1,شلل الأطفال,1,شهادة أمان,1,شونة حديد,1,شيرين رضا,1,صحفي,1,صراع بين الخير والشر,1,صعقا بالكهرباء,1,صلاح عطية,1,صلاح عيسى,1,صلاح عيسي,1,صلاح نصر,1,صمم توسعة الحرمين الشريفين,1,صناعة الألمونيوم بميت غمر,1,صناعة الجريد,1,صنايعية الحضارة,1,صهر المعادن,1,صهرجت الكبرى,6,صوت الرعد,1,صيدلية,1,صيدناوى ميت غمر,1,ضابط شرطة,1,ضد الإنجليز,1,طب الاطفال,23,طريق جمجرة,1,طريق ميت غمر,1,طريق ميت غمر- أجا,1,طفلك,1,طلب التأشيرة,1,طنطا,1,طوارئ,1,عائلة الزفتاوى,1,عائلة الهبل بقرية دقادوس,1,ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ,1,عبد المجيد نافع,1,عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ,1,عريان يوسف سعد,1,عزيزة محمد الأفغانية,1,عصابات خطف الاطفال,1,عصابة,1,عظماء القانون,1,علي القرني,1,عمر أفندي,1,عمر افندى بميت غمر,2,عمر شريف,1,عمرة الفتيس الاتوماتيك,1,عمرة المحرك,1,عندى حنين,1,عنوان مكتب تساهيل,1,عنوان نادى السيارات,1,عيد الميلاد,1,غسيل كلوي,1,غض البصر,1,فتاة قاصر,1,فراخ مجمدة,1,فرص عمل,1,فروع مكتب تساهيل في مصر,1,فريق مركز شباب مدينة ميت غمر,1,فريق ميت غمر,1,فلم وثائقى عن ميت غمر,1,فن,3,فوائد اللبن الرايب,1,فوتوشوب,5,فول وطعميه,1,فيروس سى,1,فيزا,1,فيزا اذربيجان للمصريين,1,فيزا الامارات,1,فيزا تركيا,3,فيزا تركيا للمصريين,3,فيس بوك,9,قاعة افراح,1,قافلة طبية,1,قافلة علاجية,1,قبر السيدة خديجة بنت خويلد,1,قرى ميت غمر,22,قري ميت غمر,51,قرية,2,قرية أتميدة,2,قرية البوها,3,قرية بشلا,6,قرية بهيدة,1,قرية حانوت,1,قرية دماص,3,قرية دنديط,3,قرية سنتماى,1,قرية سنتماي,3,قرية سنفا,2,قرية صهرجت,1,قرية قيطون,2,قرية كفر الشراقوه,1,قرية كفر النصر,1,قرية كفر النعيم,1,قرية كوم النور,7,قرية ميت الفرماوي,2,قرية ميت ناجى,2,قرية ميت يعيش,1,قسم التعقيم,1,قش الارز,1,قش الرز,1,قصة التاجر وحبة العنب,1,قصة جنيه إدريس,1,قصر ثقافة نعمان عاشور,3,قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر,2,قصرثقافة نعمان عاشور,1,قصص,17,قصص أطفال,13,قصص قصيرة,15,قصص نجاح,78,قطار,1,قطع الكهرباء,1,قطع المياه,1,قطع مياه الشرب,1,قطعة ارض سكنية,1,قطور,1,قناة اون اي,1,قناة CBS,1,قنوات تليفزيونية,50,قنوات هندية,2,قوافل طبية,1,قوالب ورد بريس,2,كازيون ميت غمر,1,كاشير,1,كتب,2,كتب تلوين,12,كراسنودار,1,كفر الشيخ,1,كفر المقدام,3,كفر سرنجا,6,كفر شكر,1,كفر ميت العز,1,كفور البهايتة,1,كليات الجامعة الالمانية,1,كلية التربية النوعية,1,كلية الحقوق,1,كلية الدراسات الإنسانية,1,كليه الإعلام,1,كمبيوتر,46,كمية فاسدة,1,كندا,1,كنس يهودي,1,كنيسة الرفيقة دميانة,1,كنيسة مارجرجس بميت غمر,1,كورس من شركة هيواندي,1,كورسات تنمية بشرية,40,كوم النور,11,كيف أختار زوجة المستقبل,1,كيف اختار زوجتي,2,كيف تختار الزوجة الصالحة,1,كيف تختار زوجتك,1,كيفية استخراج تاشيرة العمرة,1,لجنة,1,لعب اطفال,1,مئذنة مسجد الغمراوي بميت غمر,1,ماركت,4,ماس كهربائى,1,مؤسس أول مجموعة قتالية بالفرقة 999,1,مؤسسه العنانى للتنمية‎,1,ماكينة,1,مباحث التموين,1,مباحث الدقهلية,1,مبادرة,1,مبادرة السيد رئيس الجمهورية,1,مبادرة صوتك مسموع,1,مباراة الاهلي واتلتيكو,1,مبالغ مالية,1,مبت غمر,1,مجالسة الصالحين,1,مجدي مهنا,1,مجزرة جماعية للأشجار,1,مجلس المدينة,2,مجلس مدينة ميت غمر,2,مجلس مركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية,1,مجمع المصالح الحكومية,1,مجموعة شركات ومصانع العربى,1,مجموعة كتب Tom Denton,1,محاضرة,1,محافظ الدقهلية,4,محافظ الدقهليه,1,محافظ القليوبية,1,محافظة الدقهلية,1,محاكم الأسرة,1,محطة سكك حديد ميت غمر,1,محطة قطار ميت غمر,2,محطة معالجة المياه,1,محطة مياه ميت غمر,1,محل أدوات منزلية,1,محلات شنط وأحذية,4,محمد عبد الله عنان,1,محمد كمال عبد الحليم,1,محمد ممدوح هلال غنيم,1,محمود أحمد الحفني,1,مدارس ميت غمر,2,مدخل بيانات,1,مدرسة التجارة بنات بميت غمر,1,مدرسة التربيه الفكريه,1,مدرسة جيهان السادات بميت غمر,1,مدرسة ميت غمر للتعليم الاساسي‎,1,مدير الإداره التعليميه,1,مدير امن,1,مدير مستشفى ميت غمر,1,مديرية التضامن الاجتماعي,1,مدينة ميت غمر,1,مراكز طبية جمعيات خيرية,1,مراكز لإعداد محفظى القرآن,1,مركز الاورام بميت غمر,1,مركز الشرطة,1,مركز زفتى,2,مركز شباب دنديط,1,مركز شباب سنفا,1,مركز شباب كفر سرنجا,1,مركز شباب كوم النور,1,مركز شباب ميت غمر,6,مركز شرطة,1,مركز شرطة ميت غمر,5,مركز طب الأسرة,1,مركز طب الأسرة بكوم النور,1,مركز ومدينة ميت غمر,3,مزرعة دواجن,1,مزلقان تفهنا العزب,1,مسابقات,2,مسابقة,1,مسابقة الأسرة المصرية 2019,1,مسابقة مديرية التربية والتعليم,1,مستريح ميت غمر,1,مستشفي اتميدة,1,مستشفي أتميدة المركزي,1,مستشفي التأمين الصحي بميت غمر,1,مستشفى الصفوة,1,مستشفى الطوارئ بالمنصورة,1,مستشفي المبرة بميت غمر,1,مستشفى دماص المركزى,1,مستشفى دماص المركزي,1,مستشفى كلى ومسالك مركز ميت غمر,1,مستشفي مبرة ميت غمر,1,مستشفى ميت غمر,8,مستشفي ميت غمر,2,مستشفى ميت غمر القديم,1,مستشفى ميت غمر القديم المهجور,2,مستشفيات السعودى الالمانى,1,مستقبل وطن,2,مسجد,1,مسجد البيه,1,مسجد الروضة ميت غمر,1,مسجل خطر,1,مشاريع افترإفكت,2,مشاهير تربوا فى ملاجئ,1,مشاهير ميت غمر,38,مشتشفى ميت غمر,1,مشروع جمعيتي,1,مشروعات صغيرة,24,مشغل,1,مصالح حكومية,12,مصانع - ورش - شركات,3,مصانع الألومنيوم,1,مصانع الطوب,1,مصانع المنطقة الاستثمارية بميت غمر,1,مصر للسياحة ميت غمر,1,مصطفى مدبولي,1,مصمم جرافيك,1,مصنع المواسير,1,مصنع غزل ميت غمر,1,مصنع ميت غمر,3,مطور اندرويد,1,مطور برامج,1,مطور ويب,1,معاون مباحث ميت غمر,1,معرض القاهرة الدولي للكتاب,1,معرض الكتاب,1,معهد,1,مغربى للعيون,1,مفاتيح الرزق,1,مقابر دقادوس,1,مقابر ميت غمر,1,مقهي مخالف,1,مكامير الفحم,1,مكتب البريد,1,مكتب التامينات الاجتماعية بميت غمر,1,مكتب الشهر العقارى,1,مكتب العمل,1,مكتب بريد اتميدة,1,مكتب بريد دقادوس,1,مكتب بريد ميت غمر,1,مكتب تصاريح العمل بميت غمر,1,ملتقي توظيف,1,مناسك الحج والعمرة,2,مناطق صناعية,1,منتجات صناعة الألمونيوم,1,منح,6,منح دراسات عليا ممولة بالكامل,2,منح دراسية,30,منح دراسية 2018,8,منحة فودافون,1,منظومة الفرامل الهوائية,1,مهاجم ميت غمر,1,مهرجان,1,مواد دراسية,28,مواقع توظيف في اذربيجان,1,مواقف ضحك,9,موظفين صرافة,1,مول,4,مياه الشرب,1,مياه الشرب والصرف,1,مياه الصرف الصحي,1,ميت أَبو خالد,1,ميت العز,3,ميت الفرماوى,1,ميت الفرماوي,1,ميت القرشى,2,ميت غمر,2341,ميت غمر 24,5,ميت غمر الان,19,ميت غمر الدقهلية,11,ميت غمر اليوم,9,ميت غمر دقهلية,10,ميت غمر زمان,2,ميت غمر شارع التجارة,1,ميت غمر في صورة,1,ميت غمر،,2,ميت غمر، اخبار ميت غمر,6,ميت غمر، اخبار ميت غمر، دماص,1,ميت غمر، اخبار ميت غمر، كوبرى زفتي، الكوبرى الفرنساوى,1,ميت غمر، كفر المقدام,1,ميت محسن,4,ميت ناجى,2,ميت ناجي,1,ميت يعيش,1,ميدان فاطمة الزهراء,1,نائب البرلمان,1,نادى السيارات الدولى بالقاهرة,1,نادى المهندسين بميت غمر,1,نادى ميت غمر الرياضي,2,نادي ميت غمر الرياضي,1,ناشيونال جيوغرافيك,1,نبيـل محـيى عبد الحميـد علـى,1,نستله ووتر,1,نصائح تربوية,2,نعمان عاشور,1,نقاط تموينيه,1,نموذج السيرة الذاتية,1,نواب المجلس,1,نوادي,3,نوادى ميت غمر,1,ﻧﻴﻮﺩﻟﻬﻲ,1,هتك عرض,1,هجرة,1,همت مصطفي,1,هنجملها,1,هنداوي للنشر,1,هيئة الاستثمار,1,واتس اب,3,والد المغنية رتيبة الحفني,1,وحدة الغسيل الكلوي,1,وحدة الكلى بمستشفى ميت غمر,1,وحدة غسيل كلوي بكوم النور,1,ورشة لتشكيل وصهر المعادن,1,وزارات وهيئات حكومية,11,وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية,1,وزارة التموين والتجارة الداخلية,1,وزارة الداخلية,2,وزارة الري,1,وزارة الزراعة,1,وزارة السياحة,2,وزارة الصحة والسكان,1,وزارة الكهرباء,1,وزارة الكهرباء والطاقة,1,وزارة المالية,1,وزير الآثار,1,وزير التربية والتعليم,1,وزير التموين,1,وزير التموين والتجارة الداخلية,1,وزيرة الاستثمار,1,وضع السوق,1,وظائف,51,وظائف التربية والتعليم,1,وظائف الجامعة الالمانية,1,وظائف القوي العاملة,1,وظائف المعهد القومى للمعايرة,1,وظائف النشرة القومية للتشغيل,1,وظائف اليوم,7,وظائف اهرام الجمعة,5,وظائف بترول,1,وظائف بنك مصر,1,وظائف حديثي التخرج,7,وظائف خالية,724,وظائف خاليه,1,وظائف خريجين كليات التجارة,1,وظائف شركة,1,وظائف شركة السويدي,1,وظائف شيف,1,وظائف صيادلة,1,وظائف صيدليات العزبى,1,وظائف فوري,1,وظائف كازيون,1,وظائف للصيادله في مصانع الادويه,1,وظائف للمحاسبين,3,وظائف مبرمجين,1,وظائف مبيعات,1,وظائف مترو ماركت,1,وظائف مجلس الدولة,1,وظائف محاسبين,11,وظائف محاسبين حديثى التخرج,2,وظائف مصلحة الضرائب العقارية,1,وظائف هيئة الطاقة النووية,1,وظائف وزارة التموين,1,وظائف Hr,1,وفاة طفلة,1,وفد من ولاية New Brunswick,1,وكيل وزارة الشباب والرياضة,1,وكيل وزارة الصحة,1,ويسترن يونيون,1,يحيي الفخراني,1,يوسف الجندي,4,يوسف علام,1,يوم الوفاء,1,adidas,1,Advanced CV Analysis,1,al hamdullah,1,aljazeera doc,1,Apk,2,Azerbaijan,1,B4U Live,1,BAVARIA,1,Bootable,1,broadband,1,CCleaner,1,CV Checker,1,Dawen Publishers,1,dvlottery,1,Elserafy,1,Engineer,1,ESMT Berlin,1,FiLMiC Pro,1,Free Online CV Review & Evaluation,1,FUN,33,Graphics Card,1,Green Card,1,Group Policy,1,Happy New Year 2018,2,Hide these specified drives in My Computer,1,Hindawi Publishing,1,Ian Leopold,1,internship,1,iptv,1,iptv server,1,Kafrsarnga-mitghamr,1,m3u,1,Macrobiotics,1,Make Money,14,mbc,1,MBC 2,1,Mit Ghamr,2,Mit Ghamr Travel Guide,1,National Geographic,1,New Brunswick,1,NFS Rivals,1,Nitro Pro,1,Nitro Pro Enterprise,1,NVIDIA,1,ON E,1,OPPO,1,Ortho House,1,Otlob,1,pcunlocker,1,PENTA PHARMA EGYPT,1,property Consultant,1,Razer Game Boost,1,Salah Ateya,1,SHAREit,1,SMART IPTV,1,Software Engineer,1,TeamViewer,1,wake up Project,56,Windows Password Reset,1,Youssef Allam Group,1,zee aflam,2,Zee Alwan,1,zee cinema,1,
rtl
item
ميت غمر - عروس الدلتا وقلبها النابض: عالم واحد مليء بالصحة والسلام
عالم واحد مليء بالصحة والسلام
عالم واحد مليء بالصحة والسلام لكي نشفي ونطور صحتنا الجسدية، العقلية والروحية، نحتاج لإعادة توجيه أسلوب حياتنا
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhxrInECzl0n1IKcdeqvhKZPBsoax6Iwdbfk1lhiJP1VlHqxfUi7x1G_pvUfJ_whqiQY6QD0AuUPmzQ0QG6xTyaSppamFaPf3aWwHg-cQySgzmN8uYWqtQFI3lAi9-RI480aTSbczrFu9U/s320/%25D8%25B9%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25AD%25D8%25AF+%25D9%2585%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A1+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25A9+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2585.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhxrInECzl0n1IKcdeqvhKZPBsoax6Iwdbfk1lhiJP1VlHqxfUi7x1G_pvUfJ_whqiQY6QD0AuUPmzQ0QG6xTyaSppamFaPf3aWwHg-cQySgzmN8uYWqtQFI3lAi9-RI480aTSbczrFu9U/s72-c/%25D8%25B9%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25AD%25D8%25AF+%25D9%2585%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A1+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25A9+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2585.jpg
ميت غمر - عروس الدلتا وقلبها النابض
https://www.mit3mr.com/2019/01/The-Book-of-Macrobiotics.html
https://www.mit3mr.com/
https://www.mit3mr.com/
https://www.mit3mr.com/2019/01/The-Book-of-Macrobiotics.html
true
8528734411394006890
UTF-8
Loaded All Posts Not found any posts VIEW ALL Readmore Reply Cancel reply Delete By Home PAGES POSTS View All RECOMMENDED FOR YOU ركن الأرشيف بحث جميع المواضيع لا يوجد موضوع مشابه لطلبك Back Home الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat يناير فبراير مارس إبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر Jan Feb Mar Apr مايو Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago بالأمس $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS CONTENT IS PREMIUM لو سمحت قم بالمشاركة ليظهر لك الروابط Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy